دولي

الجزائر تحتفل بالذكرى 70 لاندلاع ثورة التحرير

الجزائر / وكالات - يحتفل الشعب الجزائري اليوم الجمعة الأول من شهر نوفمبر 2024  بالذكرى الـ70 لاندلاع الثورة الجزائرية الكبرى عام 1954، والتي خلفت مليوناً ونصف المليون من الشهداء لتنهي 132 عاما من الإستعمار الفرنسي.

دامت ثورة التحرير الجزائرية المسلّحة طيلة سبعة سنوات ونصف من الكفاح المسلح والعمل السياسي، وانتهت بإعلان استقلال الجزائر يوم 5 جويلية 1962.

دارت الحرب بين الجيش الفرنسي والثوار الجزائريين، الذين استخدموا حرب العصابات بصفتها الوسيلة الأكثر ملاءمة لمحاربة قوة جرَّارة مجهزة أكبر تجهيز، خصوصاً وأن الثوار لم يكونوا يملكون تسليحاً معادلاً لتسليح الفرنسيين.

استخدم الثوار الجزائريون الحرب البسيكولوجية بصفة متكاملة مع العمليات العسكرية.

* دور كبير للمرأة الجزائرية في حرب التحرير

وشهدت ثورة التحرير الجزائرية دوراً كبيراً للمرأة التي شاركت في مختلف المجالات والمهام التي تطلبتها الثورة، منها دور المقاتلة والممولة والممرضة والطاهية بل كذلك الفدائية، فضلاً عن دورهن في نقل الأسلحة وجمع المعلومات عن تحركات الجيش الفرنسي.

كما يستذكر الجزائريون في هذا اليوم التضحيات التي بذلها الشعب الجزائري إبان الكفاح الـمسلح ضد هيمنة إستعمار على يد الثوار الذين رسموا في الفاتح من نوفمبر 1954 طريق الحرية والنصر فكان لهم ذلك وكان لهم المجد والخلود، وفق مراجع تاريخية.

 * إستعراض عسكري  تحت شعار ''نوفمبر المجيد ..وفاء وتجديد''

وإحياءا  للذكرى الـ70 لاندلاع ثورة التحرير ينظم الجيش الجزائري اليوم الجمعة، إستعراضا عسكريا بمشاركة مختلف قوات الدفاع الجزائري على مستوى الطريق الوطني رقم 11، المحاذي لجامع الجزائر، والذي ستعرضه القنوات الجزائرية العمومية والخاصة.

هي مناسبة ستشهد حضور رؤساء دول وحكومات وضيوف شرف، ارتأت الجزائر دعوتهم رسميا لمشاركة الشعب الجزائري احتفالا بهذه المناسبة، تحت شعار "نوفمبر المجيد ..وفاء وتجديد".

العرض العسكري عاد إلى الجمهور قبل عامين بعد انقطاع دام 33 سنة كاملة، حيث كانت الجزائر قد شهدت آخر استعراض عسكري في الفاتح نوفمبر 1989 بمناسبة ذكرى الثورة المجيدة.

وعلى مدار سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات، حرصت القيادة السياسية والعسكرية آنذاك، من خلال الاستعراضات، على نقل تجربة حرب التحرير الوطنية الكبرى إلى صغار الضباط والجنود من مجاهدين من خارج الجيش لنقل الروح الوطنية التي عاشها مجاهدون في خمسينات القرن العشرين لشباب ولد أثناء أو بعد الثورة" حسب مراجع تاريخية.

غير أن إلغاء هذا الاستعراض نهاية الثمانينات، تزامن مع دخول الجزائر العشرية السوداء التي عرفت مواجهة مفتوحة بين المؤسسة العسكرية وبين الجماعات الإرهابية، بحيث لم يكن ممكنا تنظيم استعراض أمام الجمهور بسبب التهديدات الأمنية العالية آنذاك.

ومن المرتقب أن يشرف الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي وكافة المسؤولين الحكوميين وضيوف الجزائر على الحدث الذي سيضم مربعات مدنية وعسكرية والفرق الموسيقية والخيالة للحرس الجمهوري.

* قيس سعيّد يحلّ بالجزائر للمشاركة في الاحتفالات

ووجهت دعوات رسمية إلى رؤساء دول صديقة وشقيقة، أبرزهم رؤساء دول مغاربية،كرئيس الجمهورية قيس سعيّد، الذي حلّ أمس الخميس 31 أكتوبر 2024 بالجزائر العاصمة للمشاركة في الإحتفالات ، وكان في استقباله لدى حلوله بالمطار الدولي هواري بومدين بالجزائر العاصمة، نظيره الجزائري عبد المجيد تبون.

* تبون: الجزائر التي انتصرت على الاستعمار تواصل بثقة درب انتصاراتها 

 

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون في كلمة ألقاها بمناسبة إشرافه على الاستعراض العسكري احتفالا بالذكرى الـ70 لاندلاع الثورة الجزائرية الكبرى عام 1954، ''إنّ نفحات ثورة التحرير ماتزال تهبّ لليوم لتثبت أنّ الجزائر التي انتصرت بالامس على الاستعمار تواصل بكل ثقة درب انتصاراتها بفضل أبنائها وبناتها الاوفياء لعهد الشهداء ''.

وعبّر تبون عن امتنانه وشكره لرؤساء الدول و''أصدقاء الجزائر'' الذين لبوا الدعوة وحضروا الاحتفالات، معتبرا أنّ تلبية الدعوة تأتي تقديرا منهم لمكانة الجزائر ومساهمتها في إرساء الامن والاستقرار في المنطقة وثباتها على مساندة القضايا العادلة والدفاع عن حق الشعوب في السلم.

كما أشاد بدور الجيش الوطني الجزائري وكل الاسلاك الامنية والمرابطين على الحدود ''دفاعا على أرض الجزائر وبحرها وسمائها، قائلا: ''جيشنا سلاحه موجه حصرا للدفاع عن الجزائر وحماية سيادتها الوطنية الى جانب المساهمة في احلال السلم والامن الدوليين طبقا للالتزامات الدولية ''.