في الذكرى 70 للثورة الجزائرية: اعتراف رسمي فرنسي بجريمة قتل القائد العربي بن مهيدي
* صورة القائد العربي بن مهيدي عند ايقافه يوم 23 فيفري 1957
الشعب نيوز/ شكري لطيف - اعترف رئيس الدولة الفرنسية اليوم 01 نوفمبر 2024 في بلاغ رسمي بمسؤولية جريمة قتل القائد العربي بن مهيدي بعد 70 عام على ارتكابها.
والعربي بن مهيدي هو احد القادة التاريخيين الستة الذين أعدّوا واشرفوا على اندلاع الكفاح المسلح ضدّ الاحتلال الفرنسي يوم 1 نوفمير 1954. وقد تمسّكت السلطات الفرنسية الرسمية طيلة 70 عاما برواية "انتحار العربي بن مهيدي في زنزانته بعد ايقافه ".
غير ان البلاغ الصادر اليوم عن قصر الايليزي ، هو في الحقيقة تاكيد لسرد دقيق لوقائع الجريمة عرضه المسئوول عن ارتكابها منذ أعوام.
فقد سبق ان اعترف قائد المظليين في الجزائر ، الجنرال Aussaresses في كتاب اصدره سنة 2001 بعنوان "الاجهزة الخاصة - الجزائر 1955-1957" بانه اشرف على عملية قتل بن مهيدي بعد اعتقاله يوم 23 فيفري 1957. وقد أكّد Aussaresses هذا الاعتراف بعد ذلك في لقاء نشرته الصحفية Florence Beaugé في جريدة لوموند بتاريخ 6 مارس 2007.
وروى الجنرال أوساريس في هذه المقابلة الساعات الأخيرة للعربي بن مهيدي الذي تمّ إحضاره حسب قوله "من الجزائر العاصمة إلى منطقة المتيجة، في مزرعة مهجورة لأحد المستوطنين "
وذكر انه "أعدّ عملية الاعدام شنقا بمعيّة 5 مظليين بتمرير حبل عبرقناة تدفئة ، ثمّ رفع بن مهدي وهو مُكبّل اليدين على كرسي، وأدخل رأسه في عقدة الحبل وعندما نظر إلى جلاديه أثار لديهم نوبة ضحك عامة."
وذكر Aussaresses أنّ بن مهيدي" رفض أن تُعصب عيناه ولكن رُفض طلبه وتمّ شنقه معصوب العينين وهو صامت وساخر منهم حتى النهاية." كما اعترف Aussaresses بانه ومن معه ارتكبوا جريمتهم مرتين "حيث انقطع الحبل وفشلت عملية الشنق في المرة الاولى فاعدنا شنقه مرة ثانية" .
ومن أهم ما كشف عنه Aussaresses هو ان جريمة القتل "تمّتْ بعلم القيادة العسكرية الفرنسية وبمشاركة قاض أعدّ مسبقا محضر تقرير خاص بالانتحار المزعوم لبن مهيدي".
ولا يمثل الاعتراف الفرنسي الرسمي الذي صدر اليوم بارتكاب هذه الجريمة النكراء ، سوى النزر القليل من الجرائم ضدّ الانسانية التي ارتكبها الاحتلال الاستيطاني الفرنسي في الجزائر والتي يرفض الاقرار بها لحدّ اليوم ، بعد مرور 70 عاما على هزيمته.
والعربي بن مهيدي الذي تعرض لتعذيب وحشي بلغ حد سلخ جلده، هزم جلاديه الذين عجزوا عن انتزاع اي اعتراف منه، ثم هزمهم ثانيا عند استشهاده بشهادة الأعداء، بأنفة وعزّة وشجاعة لا مثيل لها وعمره 37 عاما.
هو أحد القادة التاريخيين الستة الذين التقوا في ظروف السرية والملاحقة البوليسية والقضائية يوم 23 أكتوبر 1954 واتفقوا على اسم التنظيم الذي ستنطلق به الثورة وهو «جبهة التحرير الوطني» بالنسبة للجناح السياسي، و«جيش التحرير الوطني» بالنسبة للجناح المسلح. ووضعوا في هذا الاجتماع خطة اندلاع الكفاح المسلح لطرد المحتل وتقسيم جبهات القتال، وحدّدوا يوم 1 نوفمبر1954 تاريخا لتوزيع بيان/ برنامج الثورة ولاندلاع العمليات العسكرية . وفي الساعة صفر من ليلة الاحد الى الاثنين اول نوفمبر 1954 نفّذ المقاومون 33 عملية متزامنة وموزّعة على مختلف مناطق الجزائر، ووُزّعتْ آلاف النسخ من بيان 1 نوفمبر1954.( النص الكامل لبيان جبهة التحرير الوطني الجزائرية المؤرخ في 1 نوفمبر1954 ايذانا بانطلاق الثورة )
أما القادة التاريخيون الستّة الذين عقدوا العزم ان تحيا الجزائر حرّة مستقلة فهم : كريم بلقاسم ومحمد بوضياف والعربي بن مهيدي وديدوش مراد ورابح بيطاط ومصطفى بن بوالعيد .