وثائقي

عبدالرزاق شريط، خريج مدرسة الاتحاد المناضلة، أحد خبراء اول مكتب دراسات نقابية ومؤسس بنك الشعب

الشعب نيوز/ متابعات - توفي اليوم الاحد 03 نوفمبر 2024، رجل السياسة والنقابة والسياحة والفكر والثقافة والترفيه عبد الرزاق شريط، أصيل مدينة توزر، المولود سنة 1937، عن 87 سنة من العمر.  
 كتبت عنه منصة "ويكيبيديا " انه مناضل الرعيل الأول حيث أنه أسس أول شعبة دستورية سنة 1954 وانه كذلك مناضل يساري حيث أسس اتحاد الطلبة العرب في فرنسا.
 بعد الالتحاق بمعهد الدراسات العليا بتونس، سافر الى باريس سنة 1961 ليتابع الدراسة في المجال البنكي ويعمل طيلة سنتين في بنك " لا سوسييتي جنرال " الفرنسي.
وفي سنة 1964، انتدبه الاتحاد العام التونسي للشغل كأحد خبرائه في مكتب الدراسات وكلفه بالخصوص بانشاء " بنك الشعب " وتولي ادارته العامة وهو مؤسسة بنكية نقابية عمالية شعارها " البنك الذي يقرض الفقراء " ويقدم قروضا صغيرة للباعثين الشبان وللتعاضديات العمالية.
وبعد ابعاد الزعيم الحبيب عاشور من الأمانة العامة للاتحاد اثر تدبير حادثة الباخرة الرابطة بين صفاقس وقرقنة واضطرار الزعيم احمد تليلي الى الهجرة القسرية في جويلية 1965، واستيلاء السلطة آنذاك على مؤسسات وتعاضديات الاتحاد الـ44، تم سنة 1966 تغيير تسمية البنك الى "بنك الجنوب " وتغيير توجهه، بعد ان غادره عبدالرزاق شريط بطبيعة الحال.
في سنة 1970، اتجه عبد الرزاق شريط الى القطاع الخاص واختار الاستثمار والعمل في الصناعة الكهربائية ونجح فيها مما ساعده على انشاء شركتين، الأولى سنة 1976 تحت اسم الشركة المتوسطية للاشغال الالكتروميكانيكية والثانية سنة 1980 تحت الشركة التونسية للاضاءة (او الانارة) بالتعاون مع مجمعي " مازدا " و"فيليبس ".
وفي سنة 1990، غير الاتجاه بصفة كلية صوب الثقافة والترفيه وتمكن من انجاز 4 فضاءات ونزلا من فئة الـ5 نجوم.
من هذه الفضاءات، ذلك المتحف الذي يحمل اسم العائلة " دار شريط " والمختص في الفنون التقليدية، وحديقة ملاهي تستعيد حكايات "الف ليلة وليلة " وثالث يصور تاريخ تونس، فيما الرابع الحامل لاسم "شاق واق " الذي يستقبل سنويا نحو 300 الف زائر، يصور قصة الكون من خلال المنحوتات المختلفة.
انتخب سنة 1995 رئيسا لبلدية توزر وبقي فيها حتى سنة 2008 فجعل منها قطبا سياحيا وثقافيا لافتا بواسطة بنية تحتية فندقية ومخططات عمرانية وظيفية وساهم في المحافظة على تراث المدينة الخاص مما أهلها للفوز سنة 2007 بجائزة أنظف مدينة تونسية. كما ساهم بشكل لافت خلال رئاسته لبلدية توزر في إعادة الروح الى المسلك الاقتصادي التقليدي الذي وقع طمسه واخفاؤه عن أنظار السياح بحجة قدمه المفرط.

  
  بعد الثورة، أسس شريط في 30 ماي 2011 "حزب صوت الجمهورية " وتقدم للانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 أكتوبر 2014 ضمن قائمة مستقلة عن دائرة توزروفاز بعضوية البرلمان من 2014 الى 2019.
عبد الرزاق شريط كاتب أيضا، فقد أصدر كتابا أول عن الشاعر الكبير أبي القاسم الشابي، ابن مدينته، نشرته له مؤسسة "أبولونيا" وكتابا ثانيا عن أبناء الله خصصه للحديث عن التسامح والحوار في الأديان التوحيدية.
  رحم الله الفقيد العزيز عبد الرزاق شريط وأسكنه فراديس الجنان ورزق عائلته الصغيرة والموسعة وكل العاملين معه وكل من عرفه.