وطني

في الحلول الممكنة لاقتصاد متعثر (2): ...فإمّا ليبرالية متوحشة او انفتاح غير محسوب أو انغلاق قد يعمق الازمة

[ يواصل الزميل طارق السعيدي عبر الجزء الثاني من مقاله البحث في الحلول الممكنة لاقتصاد متعثر بالتطرق الى المنهجيات ذات العلاقة بالركود الاقتصادي ]

الشعب نيوز/ طارق السعيدي - لقد منحتنا النظرية الاقتصادية ثلاث منهجيات بحث في علاقة بالركود الاقتصادي. 
تعتبر النظرية الماركسية ان الركود هو نتيجة طبيعية لنظام اقتصادي مأزوم هيكليا وتقصد الرأسمالية. فالأزمة هي اللحظة التي تواجه فيها حركة تراكم راس المال عائقا ناتجا عن تلك الحركة نفسها. 
ويرى الليبراليون ان الازمات هي نتيجة سوء الحظ وعوامل خارجة عن إرادة الإنتاج وانه يمكن بفضل قانون اليد الخفية (ادام سميث) ان تستعيد السوق عافيتها. ويؤكدون ان الاقتصاد يعيش دورات تتراوح ما بين الرخاء والازمة وتلك طبائع الامور. 
وخلافا للليبراليين، ينتقد الكاينزيون ( جون مينارد كاينز) الاعتماد على الانتاج من اجل تجاوز الازمة ويعتبرون الازمة هي نتيجة خلل هيكلي ناتج عن ضعف مزمن للطلب وبالتالي فان الحل لا يكمن في دعم الإنتاج بل في دعم الاستهلاك.

    

        * كارل ماركس                             * آدم سميث                                * جون كاينز
ان اختيار احدى هذه المقاربات النظرية في مساعي الخروج من الازمة التونسية سيترتب عنه موقف سياسي من الوضع الاقتصادي. كما ستترتب عنه تبعات اجتماعية. وسيكون علينا اختيار اما الانحياز الى بارونات الإنتاج والاولغارشيا المسيطرة حاليا او ان ننحاز الى اقتصاد تنافسي حر ونزيه قادر على توفير فرص للجميع. 
ان اختيار أي سياسة ستترتب عنها مخاطر كبرى، وعلى الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين التنبه الى خطورة الذهاب نحو منزلقات الليبرالية المتوحشة او الانفتاح غير المحسوب والتنبه الى انغلاق قد يعمق الازمة ويفقد البلاد إمكانات تنموية هائلة. وسيكون بذلك محمولا على الدولة المشاركة الفاعلة في عملية انقاذ الاقتصاد لا بوصفها فاعلا اقتصاديا مهما ولكن بوصفها المسؤول عن إدارة منهجية الإصلاح الاقتصادي والحرص على خفض منسوب المخاطرة.

--------
ملاحظة هامة: ينشر المقال كاملا في عدد جريدة الشعب الورقية بتاريخ 21 نوفمبر2024

---------

اقرأ أيضا:   في الحلول الممكنة لاقتصاد متعثّر (1): خطاب الانكار والتخوين لا يخدم مصلحة البلاد ولن يحجب حقيقة الازمة