آخر ساعة

فيروز تحتفل بعيد ميلاها التسعين: " رح نضلّ نحبّك ت تخلص الدني "

الشعب نيوز/وسائط - تحتفل الفنانة الكبيرة المطربة فيروز اليوم 20 نوفمبر 2024 بعيد ميلادها التسعين بما انها ولدت في مثل هذا اليوم من سنة 1934 رغم ان هناك روايتين أخريين تقول الاولى انها ولدت يوم 21 نوفمبر فيما تذهب الثانية الى 21 نوفمبر 1935.

تكتب منصة ويكيبيديا انها تدعى نُهاد وديع حداد المعروفة باسم فَيروز. تعد من أقدم فنّاني العالم ومن الجيل الذهبي للمسرح والموسيقى في لبنان ومن أشهر الأصوات العربية، لاقت أعمالهُا الفنية رواجًا واسعًا في العالم العربي والغربي، لقبت في لبنان بـ (العمود السابع لبعلبك). 

ولدت في قضاء الشوف بجبل لبنان وكانت الطفلة الأولى للعائلة، نشأت في حارة زقاق البلاط في الحي القديم القريب من العاصمة اللبنانية بيروت، عمل والدها في مطبعة الجريدة اللبنانية L'Orient le Jour ، أما والدتها فتوفيت عام 1961 في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيرُوز أغنية يا جارة الوادي وكان عمرها لا يتجاوز 45 عامًا.

في عمر الـ14

أحبت الغناء منذ صغرها وأظهرت ميولًا فنية في عمر مبكر، وفي إحدى الحفلات المدرسية عام 1947 التقى محمد فليفل بالطفلة «نهاد حداد» وكان عمرها آنذاك أربع عشر عامًا وأعجب جدًا بصوتها، وكان له الفضل لتشارك كمؤدية في كورال الإذاعة، انضمت نهاد إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة، وبعد أربع سنوات من الدراسة في المعهد، نجحت أمام لجنة فحص الأصوات المؤلفة من حليم الرومي ونقولا المنى وخالد أبو النصر. كانت النقلة الكبيرة لها عندما قدم لها حليم الرومي (الذي أطلق عليها اسم فَيروز) ألحانًا لأول أغانيها لقت صدىً واسعًا في الإذاعات العربية تلك الفترة مثل أغنية (يا حمام يا مروح) وأغنية (بحبك مهما أشوف منك) عام 1952.

الاخوان رحباني

تعرفت فيروز في بداية الخمسينيّات على الاخوين رحباني اللذين بدأت معهما مشوارا طويلا ومثمرا من التعاون الفني تمثل في المئات من الأغاني والعديد من المسرحيات الغنائية التي وصل عددها إلى 800 أغنية وثلاثة أفلام وأربعمائة ألبوم خلال فترة زمنية امتدت لثلاثة عقود وأبدعت في الموشحات الأندلسية والمواويل والعتابات. سطع نجم فيروز ومعها الأخوان رحباني بعد مشاركتهم في مهرجان بعلبك لأول مرة عام 1957، وتوالت بعدها المهرجانات من بعلبك إلى دمشق إلى مسرح البيكاديلي.

قدمت فيروز المئات من الأغاني التي تميزت بقصر المدة الزمنية والتصاقها بقوة المضمون، وغنت للحب وللأطفال وللوطنية وللحزن والفرح والأم والوطن، قدمت هذه الأغاني ضمن عدد من المسرحيات التي ألفها ولحنها الأخوان رحباني تنوعت مواضيعها بين النقد السياسي والاجتماعي وتمجيد الشعب والبطولة والتاريخ العريق والحب على تنوعه. تعاونت فيروز مع عدد كبيرمن الملحنين. تأثيرها الكبير على الشعوب وعلى الموسيقى العربية المعاصرة أكسبها لقب (السفيرة إلى النجوم) و (جارة القمر).

الحسن الثاني في المطار

غنت فيروز للحب والحياة البسيطة ولوطنها لبنان والقضية الفلسطينية، وأحيت العديد من الحفلات في العديد من المدن العربية والعالمية، وبمناسبة أحد عروضها في المغرب، استقبلها ملك المغرب الحسن الثاني شخصيًا في المطار. مُنحت في كثير من الأحيان مفاتيح المدن التي كانت تؤدي فيها. خلال حفلتها الموسيقية في لاس فيغاس عام 1999، أعلن عمدة المدينة رسميًا يوم 15 مايو 1999 (يوم فيروز).

توقف زوجها عاصي الرحباني عن التلحين واعتزل العمل الفني بعد مرضه وهو الذي رافقها في مسيرتها الغنائية منذ بدايتها، ثم حدث الانفصال بين الأخوان الرحباني وفيروز بعد مسيرة عمل مشتركة امتدت لعقود. أطلقت فيروز أول البوم غنائي لها دون الأخوين رحباني عام 1980 وكان بعنوان دهب ايلول، وأكملت مسيرتها الفنية مع ابنها زياد وأصدرا معًا 6 ألبومات كان أخرها (ببالي) في عام 2017، وتعاونت أيضًا مع ابنتها ريما في أعمال غنائية أخرى وأفلام وثائقية.

ثلاثة رؤساء فرنسيون

حصلت فيروز على وسام الشرف عام 1963 والميدالية الذهبية عام 1975 من الأردن وسام الاستحقاق الثقافي الذهبي من تونس سنة 1997 وكرمها الؤساء الفرنسيون فرانسوا ميتران وجاك شيراك وايمانويل ماكرون.  

في عام 2015 تحول منزل فيروز الذي نشأت وترعرعت فيه إلى متحف، وتأتي تلك الخطوة بعد سنوات من إدراج المبنى إلى لائحة الجرد العام للأبنية التراثية.

 وفي عددها الصادر اليوم 20 نوفمبر2024، خصصت لها جريدة النهار اللبنانية مجموعة من المقالات.

 

1. فيروز كالله يحلّ فينا تسعين مرّةً... لنتّعظ 
تسعون فيروز (20 تشرين الثاني 1934)! 
باطلٌ كلّ وصفٍ. لكنّي أصف. 
تسعونكَ، أيّها الصوت، كالله يحلّ فينا تسعين مرّةً، ولا نتّعظ.
كوضوحٍ ينطلي علينا فنعجز عن إيضاحه. كالغموض. كالسرّ. كالمعجزة. كالمستحيل. كالواقع المستحيل.
كلّما حاول أحدُنا أنْ يصف، وقع في الفجوة، في قلّة الحيلة. 
لا فائدة من الوصف. لا ينفع. 
 
2. فيروز المواهب الخمس
يخطئُ الكثيرون حين يتناقلون السائد أَو المكرَّر فيحصرون فيروز بمجرد "مطربة" أَو "مغنِّية" أَو "فنانة" أَو "نجمة" أَو "أَيقونة" أَو "سفيرتنا إِلى النجوم"، فيما جميع هذه التسميات تبقى قاصرةً عن هيبة فيروز وأَثرها في الناس، ونشْرها لبنانَ بصوتها وأَدائها بالمحكية اللبنانية والفُصحى العربية في أَكبر المدن والعواصم، وعلى أَشهر المسارح في العالم.

يميِّز فيروز أَنها ذاتُ مواهبَ خمس: الصوت المفرد بخامته وأَوتاره الفريدة: حين جلسْتُ ساعاتٍ طويلةً إِلى منصور الرحباني إِبّان وضْع كتابي "في رحاب الأَخوين رحباني"، ردَّد لي غير مرة بأَن صوت فيروز "نادر جدًّا"، وكرَّر لي: "منذ جاءَت فيروز إِلى حياتنا، عاصي وأَنا، جاءَت متوَّجَة بالمجد". وإِذ استفسرتُ أَضاف أَن صوتها مـرَّ في أَصعب التجارب والطبقات العالية والخفيضة والتموُّجات والعُرَب الصوتية، ولَمع فيها جميعها لِما يتمتّع به صوتها من جمال أَخَّاذ". 
3. العشق والإغراء المحبّب في أغاني فيروز
تستيقظ الصباح مع صوت فيروز، وتنام كواكب السحر عند جنح الليل على أنغام أغانيها. يدفعك إحساسك إلى أن تتعصب لصوتها.  لأغاني فيروز أبعاد في المعاني، ربما توازي جمالية اللحن ولا تتفوق على الصوت الساحر الذي يبهرك كي تردد دائماً ما تسمع من دون أن تكترث لطيات الكلام.  وكيف لأغانٍ تروي شغف الطفولة وتيم العشاق ألا تغلف التعابير أحياناً لتروي تفاصيل العلاقات بما فيها من إغراء وغمز ولمز؟ لذا، يأخذ بك الفضول إلى تشريح بعض الأغاني التي تحفظها عن ظهر قلب، لتكتشف تفاصيل غابت عن ذهنك بعدما أسرت سفيرتنا إلى النجوم قلبك وأحاسيسك.
4. إلى فيروز رح نضلّ نحبّك ت تخلص الدني 
"ذات مرة تناهى إليَّ من راديو السيارة صوت يغني "راجعة"، فسألتُ: من صاحبة الصوت؟ أجابوني: هذه فيروز. قلت والموسيقى لمن؟ أخبروني انها للاخوين رحباني. صوت  فيروز عرفته قبل ما عرفتها. زرتها في بيتها المتواضع في حي البطريركية قرب منزل الشاعر أمين نخلة مع عاصي".

روى تلك القصة الشاعر سعيد عقل عن اول لقاءاته مع فن فيروز، تلك الصبية اليافعة الخجول التي كُتب لها ان تحمل "هموم كتار"، وان تمشي دروبا طويلة وشاقة، مكللة بالغار، صوب عالم فني مشع في أبعاده الفنية والانسانية والمهنية والاخلاقية. بعد سنوات قليلة، هب الشاعر نفسه وأطلق على فيروز لقب "سفيرتنا الى النجوم" (1956)، وكتب عنها في تلك المرحلة المبكرة من مسيرتها الفنية: "غنت الارض، والوجوه الانسانية، والثورة على الظلم. وأعطت املاً للمشرد، وطهارة للحسناء، وغداً أجمل للبائسين. لا تبعد فيروز عن الشعب: من أغانيه البسيطة، من سهراته وساعات حبه، من رقصاته الحارة الحلوة تأخذ مادة. ولكنها تتلاعب بكل ذلك لتدفعه الى القلوب التي استيقظت على البهاء، بطولة، ونشوة فرح، ولذة بإبداع الجديد. على صوتها تبنى اليوم أمة".
5. كل عام وأنتِ الصامدة
في العالم هناك أصوات قوية جبّارة، وهناك أصوات رقيقة حسّاسة، وهناك أصوات تلامس القلب، وأخرى تحاكي العقل.. ولكل صوت مميزاته، ومكانته، وتصنيفه.وحده صوتها يقترب من حدود الكمال، ومن درجة اكتمال العناصر والأشياء، ومن اتحاد القوة والضعف، وامتزاج الوعي والإحساس، والقدرة الفائقة على التعبير.فيروز.. هي الصوت الذي يقيم في أوراق الذاكرة، ويسافر بعيداً على حدود الخيال، ويصعد إلى أعالي فضاءات الروح، وهو الصوت الأكثر حضوراً في تاريخنا الحضاري والوطني والعاطفي.كُتِبَ الكثير عنها وقيل الكثير فيها، وعلى مدى ما يقارب خمسةً وسبعين عاماً من عمرها الفني، منذ أول دخول لها إلى الإذاعة