رياضي

بعد تجاوز أوجاعه، وتوهّج معنوياته: نجم التعليق الرياضي الإذاعي، منجي النصري، يطمئن أحباءه وخلانه

 الشعب نيوز/ علي الخميلي - "كنت وصديقي الكبير وزميلي القدير سالم حمزة، نشدد ونحن في طريقنا إلى بيت صديقنا الراقي وزميلنا الكبير منجي النصري، على عدم البقاء أكثر من عشر دقائق، وذلك تقديرا للظروف ومراعاة لأخلاقيات الزيارات وخاصة المتعلقة بأمر صحي وما شابهه، غير أن التوغل مع خونا المنجي، ومع إبنه عزيز الرائع، في ثنايا العديد من المسائل التي جرجرتنا ودون أن نشعر، للبقاء أكثر من الساعة وعشرين دقيقة تقريبا، لم نتفطن إليها، ولم ندرك كيف أدركنا كل تلك الفترة التي عبرت سريعا وكأنها لم تتجاوز ما حددناه قبل الوصول إليه.

ربما شجعتنا الحالة الصحية الطيبة التي كان عليها، والحمد لله، والتي، بحسب الظاهر، قد لا تتطلب أكثر من بضعة أيام ليسجل فيها أخونا المنجي، عودته إلى سالف نشاطه الدؤوب المتعدد، وحركيته المتوهجة تعليقا رياضيا إذاعيا، وكتابة صحفية راقية، ليبقى نجما كما ظلّ منذ البدايات، ومتربعا على عرش التعليق الإذاعي، لا في تونس فقط بل في العالم العربي وذلك بشهادة الكثيرين من أشقائنا في المشرق والمغرب.

صديقنا المنجي رسم بصوته الجليّ ولغته الفصيحة السلسة لوحات جميلة من المصطلحات التي أصبحت من المراجع المعتمدة في القاموس الكروي، والتي أبقته الأصل الشامخ في عليائه، وتركت لمن أراد إقتفاء الأثر، النسخ من حركات وسكنات صاحب عبارة "إذا اصفرّت احمرّت"، وما شابه ذلك من التعابير التي تتردد هنا وهناك، في مختلف أوساطنا الكروية وبمختلف إذاعاتنا الوطنية منها والجهوية وحتى الجمعياتية، فضلا عن تصويره لمشاهد الميدان وما تبعه وما جاوره، وذلك بوصف أدق التفاصيل التي تجعل المستمع وكأنه يتابع الصور عبر قناة تلفزيونية، لتتجلى الحقيقة التي تؤكد أن الصوت لا يسمع فقط بل يستطيع من خلاله صاحبه أن يمهد للمتلقّي رؤيته أيضا، وهذه صفة يتميز بها صديقنا المنجي، الذي طمأننا على صحته، كما دعانا بسمو أخلاقه الرفيعة إلى طمأنة زملائه وأحبائه وخلانه، وأينما كانوا بمختلف أرجاء البلاد أو خارجها، مشيرا، كما لاحظنا ذلك، وما أكده لنا نجله الرائع والبشوش مثله عزيز، إلى أنه تجاوز الكثير من أتعابه وأوجاعه، وأنه بصدد التعافي، بإذن الله تعالى، وأن معنوياته في وهج تجلياتها المتماسكة وارتفاعها الشاهق."

----------

* من تدوينة له صدرت اليوم الجمعة 22 نوفمبر على صفحته الخاصة، نشرناها باذن منه.