دولي

إسبانيا تحيي ذكرى الضحايا بعد شهر على الفيضانات الكارثية

مدريد / وكالات -  تُنظّم تظاهرات في إسبانيا اليوم الجمعة 29 نوفمبر 2024  إحياءا لذكرى 230 قتيلا هم ضحايا أسوأ فيضانات تضرب البلاد منذ جيل بعد شهر على مرورها. 

 

اجتاح الغضب الدولة الأوروبية بعدما دمّرت كارثة 29 أكتوبر البنى التحتية ومنازل وسيارات، خصوصا في منطقة فالنسيا في الشرق.

وصلت رسائل التحذير عبر الهاتف إلى بعض السكان عندما كانت المياه تجتاح البلدات بالفعل بينما بقيت عدة بلدات لأيام من دون أي مساعدة من الدولة واعتمدت على المتطوعين من أجل الحصول على الطعام والمياه ومعدات التنظيف.

ودفعت طريقة تعامل السلطات مع الكارثة النقابات والجمعيات والمنظمات المحلية للدعوة إلى تنظيم تظاهرات وتجمعات في المناطق الأكثر تضررا الجمعة.

وقد تأخذ شكل تحرّكات رمزية عند الساعة 20,11 (19,11 ت غ)، وهو التوقيت الذي أصدرت فيه سلطات منطقة فالنسيا تحذيرا بعد أكثر من 12 ساعة على صدور التحذير عن هيئة الأرصاد الوطنية.

ويتوقع أن تخرج مظاهرة أخرى في مدينة فالنسيا، ثاني مدن إسبانيا، السبت. وشارك 130 ألف شخص في أول مظاهرة مطالبين باستقالة رئيس المنطقة كارلوس مازون.

وبلغ مستوى الغضب ذروته في بايبورتا التي كانت الأكثر تضررا في الثالث من نوفمبر عندما رشق الناجون الملك فيليبي السادس وزوجته ليتيسيا ورئيس الوزراء بيدرو سانشيز ومازون بالوحل أثناء زيارة قاموا بها للبلدة.

تم إجلاء سانشيز ومازون من المكان وانهارت الوحدة بين الطرفين مع تبادل الحكومة المركزية اليسارية والإدارة الإقليمية المحافظة الاتهامات بشأن طريقة التعامل مع الفيضانات.

* ضرر لا يمكن إصلاحه

يواصل آلاف الجنود وعناصر الشرطة والإطفاء والمتطوعين رفع الأنقاض وإصلاح الأضرار وإزالة الوحول من مرائب السيارات والطوابق السفلية للأبنية في منطقة فالنسيا.

وفي بايوبرتا، وهي واحدة من العديد من المناطق التي تبدو أبعد ما يمكن حاليا عن طبيعتها المعتادة، حلت طبقة من التراب الأحمر ذي الرائحة الكريهة مكان الوحول.

وقال المهندس المعماري العاطل عن العمل والبالغ 26 عاما إغناسيو ترينور دالماو "هناك العديد من الأشياء التي دمرت ولن تكون معاودة بنائها ممكنة".

وأفاد "فرانس برس" بينما ساعد في تنظيف المرآب في مبناه بأن "العديد من الأعمال التجارية" لن تفتح مجددا لأن تكاليف عمليات الإصلاح غير منطقية اقتصاديا.

لكنه أضاف أن "التوتر الذي ساد في البداية تراجع الآن لأننا نرى أيضا أننا نتقدّم ببطء"، مشيرا إلى مشاعر الامتنان للمتطوعين السائدة في أوساط السكان.

وعدد وزير الاقتصاد كارلوس كويربو الخميس قائمة من الممتلكات المتضررة بناء على بيانات التأمين، بما في ذلك 69 ألف منزل و125 ألف مركبة و12500 عمل تجاري.

حاولت الحكومة جاهدة وضع حزم مساعدات تبلغ قيمتها 16,6 مليار يورو (17,5 مليار دولار) على شكل منح وقروض لمساعدة المواطنين على تجاوز المحنة.

وقال سانشيز في البرلمان هذا الأسبوع "ما زال هناك عمل كثير ينبغي القيام به".

وحذر بنك إسبانيا من أن الكارثة قد تخفض النمو في البلاد بنسبة تصل إلى 0,2 في المئة في الفصل الأخير من 2024.