هل يؤشر لقاء وزيري خارجية تونس وسوريا في نيويورك الى قرب استئناف العلاقات الديبلوماسية بيين البلدين؟
بقلم عبد الحفيظ الهرقام *
في تطوّر لافت للعلاقات بين تونس وسوريا أجرى وزيرا خارجية البلدين عثمان الجرندي وفيصل مقداد يوم الجمعة 24 سبتمبر 2021 لقاءً هو الأوّل من نوعه منذ أن قررت تونس في عهد الترويكا قطع العلاقات مع دمشق "انتصارا للثورة السورية". وقد التقى الوزيران بنيويورك على هامش مشاركتهما في أشغال الجزء رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة من 20 إلى 27 من الشهر الجاري .
والجدير بالتذكير بإنّ تونس لم تكتف إبّان رئاسة المنصف المرزوقي بـ"طرد السفير السوري" الذي كان أصلا غائبا عن العاصمة التونسية بل احتضنت كذلك مؤتمر "أصداقاء سوريا" الذي عقبه تسفير آلاف التونسيين للقتال في هذا البلد من خلال شبكة منظمة مدعومة من قوى إقليمية ودولية وبعد حملات تجييش في المساجد مستندة إلى فتوى تحض على الجهاد "ضدّ نظام بشار الأسد الكافر".
حسب بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، "مثّل هذا اللقاء مناسبة لاستعراض علاقات الاخوّة العريقة بين تونس وسوريا والشعبين الشقيقين وتطورات الأوضاع في سوريا ومسار التسوية السياسية للأزمة. وأكّد الوزير في هذا السياق أنّ تونس لا تدّخر جهدا من أجل الإسهام الفاعل في إعادة الأمن والاستقرار في سوريا بما يضع حدا لمعاناة الشعب السوري ويساهم في تحقيق تطلعاته، وبما يمكّن سوريا من الحفاظ على وحدتها وسيادتها واستقلالها، واستعادة دورها ومكانتها الطبيعية في الفضاء العربي وعلى الساحتين الإقليمية والدولية.ومن جانبه، استعرض الوزير المقداد تطوّرات الأوضاع في سوريا ومجمل التحدّيات الماثلة، معربا عن تقديره واحترامه لتونس وللجهود التي تبذلها بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن في دفع مساعي الحلّ للأزمة السورية".
أمّا وكالة الأنباء السورية فقد ذكرت أنّ الوزيرين عبّرا "عن عزمهما تعزيز التنسيق والتضامن بين البلدين للدفاع عن القضايا العادلة لشعبيهما" وأنّ المقداد" ناقش مع عثمان الجرندي وزير الخارجية التونسي الأوضاع في البلدين والتطورات في المنطقة حيث استعرض الجرندي تطورات الأوضاع في تونس وعبر عن حرص بلاده على عودة الاستقرار والأمن بشكل كامل إلى سورية".
وأضافت أنّ الوزير المقداد عبّر "بدوره عن قناعته بقدرة الشعب والقيادة التونسية على تجاوز كل الصعوبات التي تمر بها البلاد وشرح التحديات التي تواجهها سورية في هذه المرحلة"، مبيّنة أنّ الوزيرين أكّدا "في ختام اللقاء ضرورة استمرار التواصل بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين".
فهل سيكون هذا اللقاء تمهيدا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بما يعكس توجّها من الرئيس قيس سعيّد نحو إعادة بناء جسور التواصل بين تونس ودمشق في الوقت الذي تزال فيه دول عربية أخرى متردّدة في القيام بمثل هذه الخطوة؟
------
* المدير العام السابق لاتحاد اذاعات الدول العربية والاذاعة والتلفزة التونسية.