الدوري الإنجليزي : سر العداوة التاريخية بين أرسنال وتوتنهام

يلتقي فريقا أرسنال وتوتنهام هوتسبير في ديربي شمال لندن مساء يوم الأحد، على ملعب "الإمارات" في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز.

ويشهد تاريخ كرة القدم الأوروبية الكثير عن صراع " الجانرز و"السبيرز"، الذي صنعته القرابة ومسافة الـ4 أميال بين ملعبي الناديين، قبل أكثر من قرن من الزمان.

- ديربي أرسنال وتوتنهام

خلال العقد الثاني من القرن العشرين، انتقل أرسنال إلى ملعب جديد وهو "هايبري" الشهير على بعد 4 أميال من استاد " وايت هارت لين" معقل السبيرز آنذاك.

جماهير توتنهام اعترضت على هذا الانتقال باعتبار أن "هايبري" ملكاً لهم، خاصة أن المقر الأول للجانرز كان في جنوب العاصمة وليس الشمال.

وبعد هذا الانتقال صنعت المنافسة، وأقيمت أول مباراة بين الفريقين يوم 22 أوت 1914 على ملعب "وايت هارت لين"، والغريب أن أرسنال فاز يومها 5-1 رغم أنه كان في القسم الثاني ومنافسه بالدرجة الأولى.

عزز تلك المنافسة ما حدث خلال عام 1919، حين قررت إدارة الدوري الإنجليزي القسم الأول (بريميرليج حاليا)، زيادة عدد الفرق، وكان توتنهام مرشحاً للحصول على مقعد في الدوري بصفته الـ20 في جدول الترتيب ومعه بارنسلي (ثالث القسم الثاني).

لكن إدارة أرسنال صوتت ضد بقاء توتنهام وطالبوا بالصعود رغم أنهم كانوا سادس القسم الثاني، والغريب أن "الجانرز" فاز بالتصويت بـ18 صوتاً مقابل 8 للسبيرز، ليمثل هذا القرار استفزازا لإدارة توتنهام ومشجعي النادي.

وتعرض السير هنري نوريس رئيس أرسنال، وقتها لاتهامات بالتلاعب في الخفاء لتحقيق هدفه.

ولكن ما نشرته الصحافة الإنجليزية أن رئيس أرسنال قام باتفاقيات وتحالف مع مجموعة من رؤساء الأندية التي أنفق عليها الرشاوى للحصول على أصواتهم مقابل مبالغ ووعود برحلات ترفيهية.

بالإضافة إلى الرشاوى، لعبت صداقة رئيس " الجانرز" مع جون ماكينا رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم آنذاك دوراً في إتمام المؤامرة، في واحدة من أشهر فضائح التصويت في التاريخ الرياضي الإنجليزي.

ورغم ما قيل عن أن تأهل أرسنال جاء من أجل خدمة النادي للدوري الإنجليزي، فإن الحقيقة أن ولفرهامبتون كان أكثر منه بقاء في المسابقة آنذاك ولم يحصل على التصويت.

وكانت الحجة الواهية أن أرسنال كان عضوا أقدم من توتنهام برابطة الدوري الإنجليزي ومن ثم يستحق البقاء بين الكبار.

- تحسن العلاقات

رغم العداوة القديمة بين فريقي شمال لندن إلا أن العلاقات تحسنت بشدة بعد الحرب العالمية الثانية في 1945.

إدارة "السبيرز" سمحت لأرسنال باستخدام ملعب "وايت هارت لين"، في الوقت الذي تم فيه الاستيلاء على استاد"هايبري "أثناء الحرب من قبل "إيه آر بي"، أو محطة احتياطات الغارات الجوية.

وكان الهدف من تلك المحطة التي كان موطنها معقل " الجانرز " حماية المدنيين من أخطار الغارات الجوية التي شنتها قوات الألمان في الحرب آنذاك.

بعيداً عن ذلك فإن العلاقة بين جماهير الفريقين استمرت كأحد أشرس وأصعب العلاقات بين جماهير فرق كرة القدم الأوروبية.