"فيلم عن الدكتور " فرانز فانون

الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم - منذ الستينات أصبح "فرانز فانون" أيقونة فهو الفرنسي الأسود من جزر "المارتينيك" والذي خاض الكفاح في المقاومة الفرنسية للإحتلال النازي وأصبح متخصصآ في المعالجة النفسية لترسله الإدارة لفرنسية كطبيب عسكري ليدير قسم العلاج النفسي في مستشفى البليدة-جوانفيل" الفرنسية والتي بها مرضى نفسيين عرب ومستوطنيين ..وبيننا يمارس عملة يواجه الآثار النفسية والجراح الغائرة التى يسببها الإستعمار الإستيطاني للجزائريين والمستوطنين والتشوهات النفسية الناتجة عن القمع وإنكار الهوية كما العنف البالغ الذي مارسته فرنسا خلال قرن في الجزائر!وهو الأسود البشرة والمتزوج من فرنسية بيضاء والصديق للكثير من مثقفي فرنسا"سارتر و آخرين" في ذلك العهد واللذين اتخذ العديد منهم ك"ألبير كامي "الموقف العنصري والعديدين أيضا منهم وقفوا بجانب الشعب الجزائري في كفاحه التحرري!لقدأنقسمت فرنسا شطرين ذلك الحين حتى إن "فرانسوا ميتران" وزير الداخلية الإشتراكي آنذاك تفوه بتصريحه المُخزي"فرنسا هي الجزائر والجزائر هي فرنسا" والتي كانت تعتبر ولاية فرنسية!بينما المُفكر "بيير منديس فرانس"كان مع تسوية النزاع بإتفاقية "إيفيان"! وهذا ماتم برضوخ " الچنرال ديجول" للرأي العام ضد المستوطنيين على الرغم من مؤامرة الچينرالات!وحصلت الجزائر بمليون شهيد على حريتها.
من خلال عمله يصبح "فانون" نصير للجزائر العربية وحتى ينضم لجبهة التحرير(F.L.N) وليصبح سفيرآ لها في غانا بعد التحرر والإستقلال وليصبح أسمه العربي عمر!ولكن المنية تعاجله وهو في عمر السادسة والثلاثين.يُدفن بألجزائر ويسمى مستشفي"بليده- جوانڤيل بأسمه!فانون عمل لبعض الوقت في مستشفى الأمراض النفسية بمنوبة "الرازي".
الفيلم "أبيض وأسود " جرى تصويره بنفس المستشفى التى عمل بها فانون وأكتشف حقيقة الإستعمار! وبممثلين طبيعيين ولا يوجد به مبالغات نضالية يحكى عن إستلهامات وجودية لطبيب عظيم وقف بجانب الإنسان المقهور من موقعة المميز كمداوي للجروح ولم ينطلق من أي فرضيات عمومية أيديلوچية!ويعطي إنطباع كما لو كان فيلمآ تسجيليآ لوقائع حقيقية !قراءة فانون(معذبوالأرض-بشرة سوداء وأقنعة بيضاء-إستعمار يحتضر)في كتبه المشهورة والمترجمة للعربية بشكل دقيق منذ الستينات والمقروءة في الجزائر والعالم العربي وكذلك العالم الفرانكوفوني حيث قام الفيلسوف "جان بول سارتر" بتقديم أحداها! لا ينبغي أن يتحول فرانز فانون لصاحب أيديولوچيا سياسية تحت مسميات جديدة كتيار "نزع الإستعمار"الأكاديمي".هو طبيب بألأساس ونفس إنسانية حرة تفاعلت بصدق ووصلت بألممارسة الطبية المُخلصة لرفض مظالم فرضها تاريخ الإستعمار الإستيطاني منذ القرن الثامن عشر وحتى الآن وإستعادة خبرتها ربما تكون ذات اهمية بالغة لتحرير المقموعين في غزة والضفة كما في كل مكان على وجه البسيطة!
الفيلم من اخراج الجزائري "عبد النور زاهزاه" ومعروض بالعديد من الفضاءات الثقافية ونوادي السينما بالعاصمة وتتبع العروض نقاشات مثمرة وهامة حول جرائم الإستعمار.