قفصة تستعد لأيام ترويجية سياحية تعيد إحياء تراثها المنسي

الشعب نيوز / الهادي رداوي - تتواصل الاستعدادات النشطة لتنظيم الأيام الدراسية الترويجية بولاية قفصة، المقررة أيام 16 و17 و18 ماي 2025، تحت شعار " قفصة، وجهة سياحية".
هذه المبادرة، التي تجمع السلطات المركزية والجهوية، المجتمع المدني، ومختلف الفاعلين، تهدف إلى تعزيز الاستثمار السياحي وإبراز كنوز قفصة الطبيعية والثقافية، في إطار رؤية تنموية شاملة يوم الإثنين 7 أفريل 2025، ترأس السيد سفيان تقية، وزير السياحة، جلسة عمل بمقر الوزارة لمتابعة مخرجات اللجنة الجهوية المشتركة المكلفة بالإعداد لهذا الحدث.
حضرها إطارات الوزارة، المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة، نواب الشعب عن الجهة، وممثلون عن المجتمع المدني والهياكل المعنية.
وأكد الوزير أن المبادرة جزء من خطة لتعزيز الحركية الاقتصادية وتثمين الموروث الثقافي والطبيعي، مشيرًا إلى تنوع المنتوج السياحي من سياحة استشفائية وبيئية إلى ثقافية وصناعات تقليدية.
كما أعلن عن إحداث مندوبية جهوية للديوان الوطني للسياحة بقفصة، وافتتاح فضاء "HUB Design GAFSA" لدعم الحرفيين، مع خطة لإصدار كراسات شروط جديدة للسياحة البديلة لتسهيل المشاريع المستدامة.
وفي نفس الاطار أشرف السيد سليم فروجة، والي قفصة، اليوم الثلاثاء 8 أفريل 2025،على يوم اعلامي مفتوح بمقر الولاية، بحضور المعتمد الأول عادل النفاتي، كاتب عام الولاية خليفة لبيض، المندوب الجهوي للسياحة، مندوب الصناعات التقليدية، وممثلين عن لجنة القيادة للأيام الدراسية ، المجتمع المدني، ووسائل الإعلام.
تم خلاله استعراض البرنامج الاولي للأأيام الترويجية، مع نقاش مفتوح قدم خلاله الحضور مقترحات مثل تطوير البنية التحتية والترويج للمواقع الأثرية والاستشفائية، فيما أجاب أعضاء اللجنة عن التساؤلات، مؤكدين تضمين المقترحات في البرنامج.
وفي تصريح لـ"الشعب نيوز"، قال السيد توفيق خلف الله، رئيس لجنة الإعداد: "نعمل على جعل قفصة وجهة سياحية متميزة تجذب الزوار من داخل تونس وخارجها.
هذه الأيام الترويجية ليست مجرد حدث، بل بداية لمسار تنموي يركز على الشباب والمبادرات المحلية، مع ورقة طريق واضحة لتحقيق أهداف ملموسة".
من جانبه، أضاف السيد باسم كحواش، عضو اللجنة: "نسعى لتطوير السياحة البديلة التي تعكس هوية قفصة، من المحطات الاستشفائية إلى المناطق البيئية، مع دعم الحرفيين لرفع قيمة منتجاتهم".
وستشكل هذه الأيام فرصة مميزة للخبراء والفنيين وبعض الفاعلين لاستكشاف إمكانيات قفصة السياحية في 16-18 ماي 2025، من خلال برنامج يجمع بين الدراسة والتخطيط لتطوير الاستشفاء، الثقافة، والسياحة البيئية، ليكونوا جزءًا من مسار نجاحها المنتظر.
تتجه قفصة نحو استعادة مكانتها كوجهة سياحية متميزة بفضل هذا التعاون الواعد، لكن التحدي أكبر مما يبدو. فالجهة، التي تزخر بتراث سياحي غني لم يُستغل بعد، من مواقع أثرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، إلى ينابيع استشفائية طبيعية، ومناظر بيئية خلابة، تقف اليوم أمام فرصة قد تكون الأخيرة لإعادة إحياء هذا الإرث المنسي.
وعلى جميع أبناء المنطقة، من مسؤولين ومواطنين وفاعلين، أن يتحدوا لإزالة كل العراقيل، سواء كانت إدارية أو لوجستية أو تنظيمية، لضمان الوصول إلى مخرجات عملية تحقق النجاح المأمول.
فإن لم تُحسن استغلال هذه اللحظة التاريخية، قد تضيع فرصة ثمينة لتحويل قفصة إلى نموذج تنموي مستدام، يشع إيجابًا على بقية ولايات الجمهورية.