علاقات عابرة للقارات : "الأندية الأصدقاء" في كرة القدم
عادة نسمع عن قصص العداء والندية بين أندية كرة القدم ومختلف الرياضات، لكن يندر أن نسمع عن وجود صداقات بين الأندية.
وكما تختلف أسباب العداء بين أندية كرة القدم، تختلف أيضا الأسباب التي تدفعها للارتباط في علاقات صداقة بين بعضها البعض.
وتستعرض "الشعب نيوز الالكترونية" في السطور التالية أبرز الأندية التي تربطها علاقة صداقة في عالم كرة القدم.
- يوفنتوس ونوتس كاونتي
من أمتن العلاقات وأقدمها في كرة القدم، تلك التي تربط العملاق الإيطالي بالنادي المنافس بدوريات الهواة في إنجلترا حاليا، والذي يعد أحد أقدم الأندية في تاريخ اللعبة.
في عام 1903 كان يوفنتوس يبحث عن قمصان جديدة للعب بها بدلا من قمصانه ذات اللون الوردي الذي بدأ يتلاشى بعد غسيل الملابس عدة مرات، وتمكن جون سافاج، الإنجليزي الذي كان في اليوفي وقتها، من الوصول إلى شخص في إنجلترا يمكنه توفير مجموعات جديدة من القمصان.
سافاج حصل على شحنة من قمصان نوتس كاونتي ذات اللونين الأسود والأبيض من أحد أصدقائه في مدينة نوتنجهام، ومنذ ذلك الحين يرتدي اليوفي قمصانه المميزة بهذين اللونين، الذين شكلا هوية النادي فيما بعد.
وفي عام 2011 دعا يوفنتوس فريق نوتس كاونتي لخوض مباراة ودية احتفالا بافتتاح ملعب "البيانكونيري"، وانتهت المباراة بالتعادل 1-1.
- أتلتيك بلباو وساوثهامبتون
لأسباب مشابهة يرتبط الناديان بعلاقة وطيدة، حيث إن هناك رابط قديم بين المدينتين، بسبب ما يمثله ميناء بلباو من أهمية للاقتصاد الإسباني، والذي كان يتدفق عليه العمال المهاجرون من ساوثهامبتون وبورتسموث وسندرلاند في إنجلترا، حاملين معهم حب كرة القدم.
المهاجرون ساهموا في تأسيس نادي بلباو، الذي أصبح لاحقا نادي أتلتيك بلباو، كما أن القادمون من ساوثهامبتون كان لهم دور في جلب القمصان ذات اللونين الأبيض والأحمر إلى الفريق، حيث تم نقل 50 قميصا من النادي الإنجليزي إلى نظيره الإسباني.
يذكر أن الناديين التقيا في مباراة رسمية وحيدة كانت في الجولة الأولى من كأس الاتحاد الأوروبي 1971-1972، وفاز بلباو 3-2 في مجموع المباراتين، فيما تقابلا وديا في أكثر من مناسبة.
- نابولي وجنوى
يعد الناديان من بين الأشهر والأكبر في إيطاليا، وبدأت علاقة الصداقة بينهما في الجولة الأخيرة من الدوري الإيطالي موسم 1981-1982، عندما كان جنوى في حاجة للتعادل من أجل النجاة من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، وكان نابولي في حاجة لنقطة أيضا من أجل التأهل لكأس الاتحاد الأوروبي.
نابولي كان متقدما 2-1 حتى الدقائق الأخيرة من اللقاء، التي شهدت تشجيع جمهور الفريقين لجنوى من أجل التعادل الذي أتى في الدقيقة 85، ليحققا معا هدفيهما، فيما هبط ميلان إلى الدرجة الثانية ونجا "الروسوبلو" من السقوط.
وفي موسم 2005-2006، نجح نابولي وجنوى في الصعود من الدرجة الثالثة إلى الثانية، وفي موقف مشابه تقابلا في الجولة الأخيرة أيضا، وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي الذي يصب في مصلحة الفريقين، ويصعد بهما إلى "السيري ب".
- إيفرتون وشقيقه اللاتيني
يحمل أحد أندية تشيلي اسم إيفرتون، تيمنا بالنادي الإنجليزي العريق الذي يحمل الاسم نفسه، وتم تأسيس النسخة اللاتينية في عام 1909 من قبل رجل قادم من إنجلترا ويدعى ديفيد فوكسلي.
في عام 2010 لعب الفريقان مباراة ودية تحت اسم "كأس الأخوين"، وتم تنظيمها لتعزيز العلاقات الوثيقة بين الناديين وفاز إيفرتون (الإنجليزي) 2-0.
ويشترك الناديان في نصب تذكاري بملعب "جوديسون بارك"، معقل "التوفيز"، لتخليد ذكرى اللاعبين من كلا الجانبين الذين لقوا حتفهم خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.
وفي عام 2013 أكدت مجلة "FourFourTwo" البريطانية أن مشجعي إيفرتون يقومون برحلات منتظمة إلى تشيلي ويوزعون قمصان الفريق على الفقراء في البلد اللاتيني.
- أتلتيكو ناسيونال وشابيكوينسي
تعد العلاقة الأحدث في صداقات كرة القدم، وبدأت عام 2016 حين تحطمت طائرة كان على متنها فريق شابيكوينسي البرازيلي، قبل مباراته مع مضيفه الكولومبي أتلتيكو ناسيونال في نهائي بطولة كوبا سودأمريكانا.
وبرغم من أن النهائي لم يُلعب بسبب الحادث، فإن اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم "كونميبول" منح اللقب إلى شابيكوينسي بناء على طلب أتليتيكو ناسيونال.
ومثلما فعلت باقي أندية العالم، أظهر النادي الكولومبي ومشجعيه تعاطفا كبيرا مع شابيكوينسي، وهو ما ظهر في لقاء الفريقين بعدها بـ4 أشهر في كأس السوبر القاري، حيث قامت الجماهير بإيقاد الشموع لتخليد ذكرى الراحلين من الفريق البرازيلي.