الذراري الحمر" في القاعات : فيلم يكشف بشاعة الجريمة الارهابية وفظاعة ارتداداتها على المتضررين "

الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم - القصة يعرفها الجميع بمعناها الإجرامي قتلت مجموعة إرهابية أحد الرعاة وأرسلت رأسه مقطوعة مع رفيقه لذويه و قيل ان دوافعها لذلك ان الراعي-الطفل "مبروك السلطاني" الذي راح ضحية عملية إرهابية وحشية في جبل المغيلة سنة 2015. بدعوى أنه يتجسس عليها ثم قتلت بعد ذلك شقيق له له بنفس الطريقة !هذه هي تفاصيل مانُشر عن الجريمة البشعة!
الفيلم يعالج الموضوع من زاوية أخرى هى التأثير المُفجع الذي حدث للراعي الصغير الذي شاهد الجريمة وأٌجبر على حمل رأس ابن عمه للعائلة وكذلك الأم التى لابد لها من دفن الرأس مع بقية الجسد!يتداعى الأعمام والأخوال في دار جبلية معزولة عن العالم ولا وجود للسلطات حولها وتبدا رحلة العائلة في الجبل لإستعادة بقية الجثة !هناك فتاة تذهب للمدرسة كان يحبها المقتول وهناك آلام خاصة من إفتقاد الدولة في البحث وهذا ماركز عليه أيضآ المٌخرج دون الدخول في تفاصيل متعلقة بألجريمة البشعة!
المثير في السيناريو هو التوجه للمعاناة الإنسانية للضحايا وليس التداعيات السياسية فألأم وأبناء العمومة والأخ والحبيبة الصغيرة ليسوا أرقام ولكنهم بشر لحقت بهم كارثة من حيث لايدرون وجروحها النفسية تظل في دواخلهم حتى نهاية العمر وربما لن يشفوا منها أبدآ!
الدار الوحيدة في الجبل المحاطة بسور متداعي والأثاث القليل شهادة على وجود ناس منسيين -رجال ونساء وأطفال-يرعون الغنم هناك ونسيهم المجتمع والدولة حتى في مصابهم ليس هناك من يعاونهم على إحضار الجثة لدفنها كاملة.
النساء ليسوا هناك للبكاء والعويل على مقتل الأبناء غيله بل للمساعدة وتجاوز المحنة وإستمرار الحياة على الرغم من العزلة والمشقة والإهمال .
نهاية الفيلم تحمل أمل جديد نمو جديد لمشاعر المحبة والأخاء والتضامن العائلي الذي يبدو أنه الأمل الباقي في أوقات الازمات والشدائد! تذهب الطفلة لإستكمال دروسها ويصطحب العم الصغير( الشاهد) لقابس ليلتحق بمدرسة وبينما يرحل تجري الصغيرة وراء العربة فهناك وعد بلقاء ومحبة متجددة للذراري الحُمر.
فيلم “الذراري الحمر” تحصل على جائزتي اليسر الذهبية لأفضل فيلم طويل وجائزة اليسر لأحسن إخراج التي آلت إلى مخرج العمل لطفي عاشور ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، كما سبق أن تحصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان نامور. بينما تم تتويجه في الدورة الأخيرة من أيام قرطاچ السينمائية.
تبلغ مدة فيلم الذراري الحمر (100 دق) واستغرق تصويره 42 يوماً، وهو من إنتاج مشترك بين تونس وفرنسا وبولندا وبلجيكا وقطر، والسعودية. وهو عمل كتب نصه كل من لطفي عاشور ودرية عاشور وناتشا دو بونشارة وسيلفان كاتونوا. وشارك فيه الممثلون الأكفاء لطيفة القفصي وصالحة النصراوي وياسين سمعوني وعلي الهلالي والجمعي العماري ووداد الدبابي ويونس نوار ومنير خزري ونور الدين همامي وآية بوترعة وريان قروي وسناء بن محمد جابالله ونورة بالعيد..