في شهادات حية لعاملات الفلاحة : قسوة التغيرات المناخية والعمل الهش وعذاب التنقل

الشعب نيوز/ضياء تقتق - في طبرقة، وخلال دورة تكوينية نظمها قسم العلاقات العربية والدولية حول "التغيرات المناخية والعمل اللائق للنساء الريفيات"، كانت العاملات العاملات الفلاحيات على موعد مع الكلمة الحرة، حيث نقلن شهادات حيّة عن معاناتهن اليومية وسط تحولات مناخية قاسية وأوضاع اجتماعية واقتصادية تزداد هشاشة.
من خلال حديث سنية (42 سنة)، العاملة في جني الزيتون وزراعة الخضروات، يتبين أن التغيرات المناخية لم تؤثر فقط على المحاصيل، بل ضاعفت من عبء العمل اليومي:
"الخدمة ولّت أتعب برشة من قبل. سخانة كبيرة، وقلة ماء، ومرات نخدمو فوق العشرة ساعات في النهار."
تصريحاتها تكشف عن تدهور ظروف العمل الميداني، حيث أصبحت ساعات العمل أطول والضغط الجسدي أشد في ظل قلة الإنتاج.
مناخ متطرف يهدد لقمة العيش
شهادة خديجة (35 سنة)، العاملة الموسمية، جاءت لتعزز حقيقة ملموسة وهي أن ندرة المياه والظواهر المناخية المتطرفة، مثل الجفاف والفيضانات، تهدد مباشرة سبل العيش:
"في الصيف الأرض تولي ناشفة، وفي الشتاء الفياضانات تكسر الزرع. برشة أمراض وطفيليات ظهرت، والمردود نقص برشة."
هذه الصورة الحية تكشف علاقة مباشرة بين تدهور المناخ وانخفاض الدخل، مما يرهن مستقبل آلاف العائلات في المناطق الريفية.
تمييز في الأجور والمعاملة
تؤكد جميلة (39 سنة) من خلال شهادتها وجود تمييز صارخ في الأجور بين النساء والرجال، رغم تشابه الأعمال والمجهودات:
"نخدمو نفس خدمة الرجال، أما الأجرة متاعنا أقل. نتحملو نفس التعب، أما ما نتحصلوش على نفس الحق."
عدم المساواة في الأجر يزيد من هشاشة النساء الريفيات، في وقت يفترض أن تكون العدالة الاجتماعية مدخلاً حقيقياً لحماية الفئات الأكثر هشاشة.
طريق محفوف بالمخاطر
آمنة (46 سنة) تروي بألم تجربتها مع حوادث النقل المهين، وهو أحد أوجه العمل غير اللائق الذي تعانيه العاملات الفلاحيات:
"مرة طحت من الكميون وتكسرت يدي. النقل متاعنا خطر كبير وزيد نخدمو بلا وقاية."
مشاكل النقل لا تزال حاضرة بقوة، رغم كل الحملات والمطالب بتوفير وسائل نقل آمنة تضمن كرامة وحياة العاملات.
هشاشة الحاضر وغموض المستقبل
فاطمة (30 سنة) اختزلت معاناة أخرى مرتبطة بتراجع فرص العمل الموسمي:
"قبل كانت الخدمة متوفرة طول العام، توة تضعفت المواسم، وكثرنا بطالة."
تراجع دورية العمل الفلاحي يعني أن آلاف النساء يفقدن مورد رزقهن الأساسي لفترات طويلة، مما يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة والفقر الريفي.
من خلال شهادات العاملات، تتضح عدة ملامح خطيرة للوضع الحالي نذكر من بينها تكثف العمل البدني دون حماية اجتماعية حقيق و تدهور الإنتاجية بسبب تغير المناخ مما أثر مباشرة على مداخلهن مع تسجيل استمرار الفوارق في مستويات التأجير بين النساء والرجال رغم العمل المتساوي و النقص الحاد في وسائل الوقاية وظروف النقل إضافة إلى زيادة البطالة الموسمية نتيجة اختلال دورات الزراعة.
هذه الشهادات لا تمثل مجرد قصص فردية بل تعكس معاناة اجتماعية صامتة تعيشها النساء الريفييات والفلاحيات يومياً، في ظل غياب إرادة حقيقية لتغيير السياسات الزراعية والاجتماعية وسياسات التشغيل وانظمة التأجير والحماية الاجتماعية والتنقل في مواجهة التحديات المتنامية خصوصا على مستوى التغييرات المناخ والإنتقال العادل.
في النهاية، تبقى أصواتهن صرخة من قلب الأرض ، تطالب بتدخل فعلي وعاجل لحماية النساء الريفيات من الإقصاء والهشاشة وضمان العمل اللائق وتطبيق القانون ومراقبة هذا القطاع الذي بدأ يتسلل له الوسطاء وتجار السمسرة بجهود العاملات الفلاحيات ومقايضتهن بين فرص العمل والنقل.
تابعوا اخباركم و صوركم عبر الرابط التالي : https://www.facebook.com/profile.php?id=61571568311718&locale=fr_FR