التّراث في المتن الرّوائي التونسي : كيف نحكم توظيف السرد كمقامات وطقوس وحكايات عجائبية ؟

الشعب نيوز / ناجح مبارك - في إطار الإعداد للاحتفاء بشهر التّراث الذي تنظّمه وزارة الشّؤون الثّقافيّة تحت شعار "التّراث والفنّ: انسجام يروي حضارتنا"، ارتأى بيت الرواية الذي يديرها الكاتب يونس السلطاني تنظيم ندوة فكريّة بعنوان: "التّراث في المتن الرّوائيّ التّونسيّ".
* اشكال سردية
ويأتي اختيار هذا الموضوع باعتبار أنّ الرّواية التّونسية، شأنها شأن الرّواية في العالم العربي، قد تأثّرت بصورة جليّة بالتّراث المحلّي والعربي والإسلامي، سواء من حيث المضامين أو الأشكال السّرديّة ويظهر ذلك في عديد التّجارب التّي زاوجت بين الأصالة والمعاصرة مع إعادة إنتاج التّراث بطرق إبداعيّة وببراعة فنّيّة تعتمد على المحاكاة كإحياء شخصيّات أو أحداث تاريخيّة وعلى توظيف السّرد التّراثي كالمقامات والطقوس أو الحكايات العجائبية فضلا عن وصف الأماكن والعمارة القديمة لخلق جوّ تراثيّ، فالرّواية لا تنفصل عن التّراث، بل هي تُحاوره وتُعيد إنتاجه، سواء عبر التّكريس أو التّفكيك النّقديّ بما يجعل من العناصر التّراثية مادّة حيّة تتفاعل مع قضايا الحاضر لتكون الكتابة الرّوائيّة جسرًا بين الماضي والحاضر، مع الحفاظ على ديناميكية التّجديد.
* ربط النص بالهوية
إنّ توظيف التّراث كما يرى يونس السلطاني يُعدّ أحد أهمّ الأساليب التي تُعزّز عُمق النصّ الرّوائيّ وتربطه بالهويّة الثّقافيّة والتّاريخيّة، فالعلاقة بين الرّواية والتّراث هي علاقة وطيدة ومتعددة الأوجه، حيث يُمثّل التّراث مصدرَ إلهامٍ أساسيًا للرّواية، سواء من حيث المضامين أو الأشكال أو الرّموز.
في هذا الإطار تنعقد ندوة: "التّراث في المتن الرّوائيّ التّونسيّ" بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بنابل لتبحث في مدى تقاطع المدوّنة الرّوائيّة التّونسيّة مع التّراث في شتّى عناصره الماديّة واللاّماديّة بوصفه كائنا حيّا متحرّكا يتركه السّابق للاّحق، فالآتي. وتبعا لذلك سنسعى في هذه الندوة الى تبيّن الأشكال التّراثيّة (العمارة من مبان وأبواب وحصون وأخرى من الموروث الشعبي كالعادات والفولكلور..) التي برزت في عدد من الأعمال الرّوائية فضلا عن مُحاولة الإجابة عن سؤال: ماهي الأبعاد الفكريّة والحضاريّة لتوظيف التّراث المحلّي في المتن الرّوائيّ التّونسيّ؟
الموعد: مدينة نابل يومي 15 و16 ماي 2025 "نزل قايا Hôtel Gaïa" وفق البرنامج المصاحب :