"علوش" عيد سنة 2025: الاقل سعرا ثمنه فوق المليون

* حضور كبير وبين البائع والشاري في ظل أسعار من نار
الشعب نيوز/ إعداد رمزي الجبّاري/ عدسة العكرمي... قد لا يصدق الواحد منا اذنيه وهو يسمع رد صاحب مجموعة من الخرفان برحبة الملاسين ـ اذ من مجموعة 10 خرفان الاقلهم سعرا «مليون و190» وقد لا تجد فيه حيا 30 كلغ لحما صافيا ـ نقول هذا بعد تجاوزنا لمحنة تحديد التسعيرة ـ ما انّ الذاهب إلى ما يسمى «مركز اللحوم بالوردية» حتما سيعود بخفي حنين، اذ لا يوجد هناك سوى الفوضى والطوابير اما الخرفان فيعلم اللّه عن موعد وصولها ولو انّ الذاهب إلى هناك اي إلى الوردية فهو محتاج إلى «اكتاف» ليضمن دخوله إلى المكان والاّ فانّ شعار قف ممنوع فهو موجود في كل مكان.
ولانه كان من الضروري تغيير الوجهات، فاننا ذهبنا إلى الملاسين ـ فاذا الاسعار نار وتنطح نطحا شديدا اذ لا يتوفر على عين المكان إلاّ ما فوق المليون والحال انّ الذاهب إلى هناك اغلبهم «زواولة» أي من تلك الجماعة التي تنتمي للوظيفة ولسلك التعليم ولاعوان الصحة ـ فهم الفئة المستهدفة لهذا الغلاء المشط والمبالغ فيه ـ خاصة وانّ فيهم من زوجته لا تعمل إذ انّ «الشهرية الواحدة» ذاهبة لدفع الكراء والماء والكهرباء والمصاريف اليومية ليكون الختام مع اقتناء علوش العيد بمثل تلك الأسعار الخيالية التي كانت فوق طاقة التحمّل.
* جميعهم في الرحب!
... الزائر للرحب المنتشرة في ولاية تونس الكبرى يلاحظ وصول العائلات بكل افرادها إلى المكان ـ والكل منتش بذلك الحضور الجميل للعلوش في الامكان الهامة لكنّ الكثير منهم في لحظة ما يصاب بخيبة امل حين يسأل عن السعر الصادم نعم الاسعار فوق طاقة التقبل ولكم ان تتخيلوا ما يصيب الاطفال من صدمات ـ حين يقول والده انه غير قادر على دفع ما فوق المليون بحكم انّ ظروفه لا تسمح! الأكيد انّ الحاصل «في الرحب» من مد وجزر بين البائع والشاري فيه الكثير من الوجع كما انّ ما يعجب العائلة في الكثير من الاحيان قد لا تتمكن من شرائه للكثير من الاسباب اهمها سعره الخيالي.
* تعب أشهر وتضحيات يومية
لو سألتموني عن تبرير اصحاب هذه الخرفان لأسباب هذا الارتفاع المجنون لقالوا ان تربية «العلوش» عملية صعبة ومعقدة جدا وتحتاج إلى وقت وتضحيات وسهر ودواء وطبيب وصولا الى العلف كل هذا يأتيك في شكل محفوظات تتلى على آذان كل من يقترب من عملية الشراء التي على سهولتها فهي صعبة امام عملية الاتفاق على الدفع إذ عادت ما يرفض الشاري ـ السعر الصادر على لسان البائع ـ فيما يريد الشاري السعر على كيفه ان لم نقل على مزاجه.
* هكذا كانت آلة الميزان في المجمع المهني برادس
* ما تمّ تحديده كلام وكفى...
قالوا انّ المجامع المهنية ستوفر الاضحية بسعر لا يتجاوز 21٫900 ـ وحين تذهب إلى واحدة من هذه المجامع المتحدث عليها لا تجد اي أثر لعمليات بيع وشراء وحتى انّ توفرت فهي ليست في المستوى المطلوب لذلك يجد المواطن نفسه مجبرا على زيادة اكثر من رحبة او اكثر من مكان عله يجد ما يشفي غليله او لنقل جيبه لأنّ مناسبة العيد عابرة اما الازمات المالية فهي هي المتواصلة بشكل يكاد يكون يوميا انّ لم نقل على امتداد ايام السنة.
* أماكن مهمة ولكنّ
ونحن نتجول في الرحب عبر مختلف ولايات تونس الكبرى ـ لفت اهتمامنا بعض المواطنين لكون هذه الاسعار الخيالية ـ لا اثر لها في رحب ولايات باجة وجندوبة والكاف وسليانة إذ يمكن اقتناء الاضحية بنقص بـ 300 دينار ـ اذ ما تجده مثلا في الحبيبية من ولاية منوبة بـ 1300 او 1400 ديناريمكن الاتفاق مع صاحبه في الاسواق الموجودة في الشمال الغربي بـ 900 و800دينار بسهولة متناهية بنفس الوزن تقريبا.
* أزمات مالية متواصلة...
... اضطر عدد من الذين كانوا في الرحب على الانسحاب بحكم انّ امكانياتهم المالية لا تمكنهم من شراء علوش العيد بتلك الاسعار الخيالية ـ فيما ظلّ البعض الاخر في انتظار وصول باعة آخرين لعل الاسعار تكون «مرفقة» في ظلّ حرارة مرتفعة وبين الاماني والاحلام ستضطر آلاف العائلات إلى الاحتفال بالعيد هكذا في غياب العلوش بحكم شجع البائع وغش الڤشار وكل سنة وكل التونسيين بألف خير بعد ان خرجوا ايقولوا بأي حال عدت يا عيد بما انّ الازمات متواصلة.
* العلوش المحمول بين يدي صاحبه سعره يفوق 800د ماهذا؟
* نشرفي الشعب الورقية بعددها رقم 1852 الصادر بتاريخ 4 جوان 2025