حفيظ يتحدث في تصريح اعلامي:عن منح فلسطين صفة عضو مراقب بمنظمة العمل الدولية والاتفاقية الخاصة بعمال المنصات

الشعب نيوز/ جنيف - أجرى الفريق الإعلامي للاتحاد العربي للنقابات جلسة حوارية مع الأخ حفيظ حفيظ، رئيس وفد الاتحاد العام التونسي للشغل في الدورة 113 لمؤتمر العمل الدولي، تناولت عددا من الملفات الأولوية لدى الحركة النقابية العربية والعالمية أهمها التصويت على منح فلسطين صفة عضو مراقب بمنظمة العمل الدولية وإقرار صك دولي جديد لفائدة عمال المنصات الرقمية بعنوان اتفاقية عمل دولية.
فحول المسألة الفلسطينية قال الأخ حفيظ حفيظ: "أتقدم بخالص التهاني لشعب وعمال فلسطين، أشكر أيضا كل من ساهم في هذا الفوز الكاسح، لقد وجه الشركاء الاجتماعيون من خلال هذا التصويت رسالة متعددة الاتجاهات والمقاصد، فقد أثبتنا هشاشة الحزام الدولي المغشوش المصطف إلى جانب الكيان الغاصب، وجهنا أيضا رسالة قوية لمنظومة التحكيم الدولي، نعم، لم يعد من المقبول مواصلة العمل بنظام الفيتو، هذا النظام تحول إلى أداة لتطويع القرار السياسي الدولي بمنطق الهيمنة والقهر، فلا مفر من دمقرطة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهو المؤسسة الوحيدة تقريبا التي لم تشملها عملية الإصلاح ضمن مؤسسات الأمم المتحدة".
"منح فلسطين صفة عضو مراقب بمنظمة العمل الدولية رسالة متعددة الاتجاهات والمقاصد".
وحول آفاق استثمار هذا المكسب الجديد لفائدة القضية الفلسطينية، واصل الأخ حفيظ قلئلا:"لقد راكمت الحركة النقابية عديد النجاحات والمكاسب وباتت تمتلك تجربة واسعة في مجال التأثير على القرار الدولي، علينا اليوم النضال بمسارين اثنين، مسار يفرض مصطلح "دولة فلسطين" في كل المؤسسات الدولية والإقليمية، ومسار ثان يوسع المشاركة الفلسطينية باتجاه حقوق وواجبات كاملة كبقية البلدان في كل المحافل الدولية، نعم، لم يعد من المقبول اليوم أن يحرم الطرف الفلسطيني من حق التعبير عن نفسه وقضيته بعناوين الإجراءات والموانع".
أما في علاقة بنتائج التصويت على اعتماد اتفاقية عمل دولية لفائدة عمال المنصات، فقال الأخ حفيظ حفيظ: "اهنئ كل العاملين في اقتصاد المنصات بصفة عامة، شخصيا لم أتفاجئ، اطلعت على نتائج التقرير الأصفر لمنظمة العمل الدولية منذ شهر تقريبا، وكانت نتائجه تصب في اتجاه اعتماد صك دولي في شكل اتفاقية، أصحاب العمل أصروا على الاكتفاء بتوصية، وهو موقف يخفي توجها لترك هذا الاقتصاد كسوق سوداء للتربح دون الالتزام بالاستحقاقات الاجتماعية والحقوقية للعمال.
"التصويت الساحق لاتفاقية عمل دولية لفائدة عمال المنصات الرقمية تتويج لجهود الحركة النقابية مدة سنتين".
هذه خطوة جيدة في اتجاه إيقاف نزيف الانتهاكات الواسعة في حق أكثر من 25 مليون عامل في هذا الاقتصاد عبر العالم، وهو رقم مؤشر للتضاعف مستقبلا، لكن هذه الخطوة ستستتبع بمسار شاق جدا على المستوى الوطني، فهناك اختلافات حادة بين الأطراف الاجتماعيين حول توصيف بعض الاختصاصات العمالية في هذا القطاع، هل هم عمال أم هم مسدو خدمات؟
فعلى سبيل الاستدلال، قضت احدى المحاكم الأمريكية ضد احدى المنصات باعتبار سائقي الأجرة عمالا وليس مسدي خدمات، وفي اتجاه آخر قضت احدى المحاكم الفرنسية باعتبار العاملين في توصيل المأكولات مسدي خدمات اعتبارا وانهم يعملون لدى أكثر من منصة ولكم أن تتصوروا مدى التعقيدات التي تنتظرنا للحسم في مثل هذه الاختلافات.
أعتقد أننا اليوم كسبنا محطة ضمن محطات عديدة تنظرنا، وهي تستوجب خاصة تكثيف التعاون النقابي الدولي والإقليمي خاصة في مواجهة المنصات العابرة للحدود"
يذكر أن القيادي النقابي حفيظ حفيظ هو عضو بالمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل منذ سنوات ويعتبر من أفضل ما انجبت الحركة النقابية التونسية والعربية خاصة في مجالات التفاوض والشؤون التشريعية والقانونية والحقوق والحريات النقابية.