ضربات متبادلة بين إيران و "إسرائيل" تهدد باندلاع حرب إقليمية شاملة

الشرق الاوسط / وكالات - شهدت الساعات الأخيرة تصعيداً عسكرياً هو الأعنف بين إيران و الكيان الصهيوني ، حيث تبادل الطرفان هجمات صاروخية وجوية مكثفة، مما أثار مخاوف دولية من انزلاق المنطقة إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق.
فجر الأحد 15 جوان 2025 ، أعلنت طهران إطلاق موجة جديدة من الصواريخ باتجاه الأراضي الصهيونية ضمن عملية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3".
وفي المقابل، كثف الكيان الصهيوني غاراته على أهداف وصفتها بالحساسة والعسكرية داخل إيران، بما في ذلك بنى تحتية نووية، في هجوم وصفته بأنه "الأكبر منذ بدء العملية".
خسائر بشرية ومادية فادحة
أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بمقتل نحو 60 شخصاً، بينهم 20 طفلاً، جراء غارات صهيونية استهدفت العاصمة طهران.
كما نعت السلطات الإيرانية جنرالين من كبار قادة الحرس الثوري.
من جانبه، أكد الجيش الصهيوني أنه تمكن من "تصفية تسعة علماء نوويين إيرانيين" في ضرباته.
طالت الضربات الصهيونية أيضاً منشآت نفطية حيوية في إيران، أبرزها مستودع "شهران" في طهران، مما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة.
وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن إنتاج الغاز في حقل بارس الجنوبي، الأكبر عالمياً، توقف جزئياً.
في المقابل، أكدت إيران استهدافها لمنشآت تزويد الوقود للطائرات في الكيان الصهيوني ، وتدمير بنى تحتية للطاقة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، متوعدة بردود "أقوى وأوسع" إذا استمر "العدوان الصهيوني ".
توسع رقعة النزاع وتحركات دولية
دوّت صفارات الإنذار بشكل مكثف في شمال ووسط الكيان المحتل ، وطُلب من السكان ملازمة الملاجئ.
وسُمع دوي انفجارات في القدس وتل أبيب، بينما أعلنت أجهزة الطوارئ الصهيونية عن مقتل امرأة وإصابة عدة أشخاص.
وفي تطور لافت، نقلت وسائل إعلام عبرية أن الجيش حاول اغتيال قيادي حوثي في اليمن، بينما أعلن الجيش الصهيوني عن إطلاق صواريخ من الأراضي اليمنية باتجاه الكيان المحتل .
دبلوماسياً، حذرت إيران الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من دعم الكيان الصهيوني ، مهددة باستهداف قواعده في المنطقة، وأعلنت أن محادثاتها النووية مع واشنطن "لم تعد ذات معنى".
وأجرى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتصالاً هاتفياً بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث شدد الجانبان على "ضرورة خفض التصعيد". كما أعلنت لندن نشر طائرات عسكرية في المنطقة.
من جهته، توعد وزير الدفاع الصهيوني بأن "طهران ستحترق" إذا واصلت إطلاق الصواريخ، مؤكداً أن العملية الصهيونية تهدف لتقويض القدرات العسكرية الإيرانية ووقف برنامجها النووي.
وأعلن الجيش الصهيوني تنفيذ أكثر من 200 ضربة منذ الجمعة، استهدفت مواقع عسكرية ومنظمة الأبحاث والابتكار الدفاعي في طهران.
إغلاق أجواء وقلق متزايد
أغلق الأردن مجاله الجوي "حتى إشعار آخر"، بينما أعاد لبنان وسوريا فتح أجوائهما بعد إغلاق مؤقت.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى "وقف فوري للتصعيد". وأعلنت الصين دعمها لـ"حق إيران في الدفاع عن مصالحها المشروعة"، بينما دعت فرنسا وإيطاليا للعودة إلى المفاوضات النووية.
وفي سياق متصل، بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب هاتفياً سبل إنهاء النزاع، فيما عززت وزارة الدفاع الأمريكية الإجراءات الأمنية في منشآتها تحسباً لأي طارئ.
لا تزال الأوضاع متوترة للغاية، مع ترقب لردود الفعل المقبلة من الطرفين والمجتمع الدولي.