إيران تقصف تل ابيب بالصواريخ رداً على غارات "إسرائيلية" وتصعيد متبادل للتهديدات

طهران / وكالات - دخلت المواجهة بين إيران و الكيان الصهيوني ، العدوين اللدودين، منعطفاً خطيراً وغير مسبوق، حيث نفذت إيران ليل الأحد-الاثنين سلسلة ضربات صاروخية واسعة النطاق على الكيان المحتل .
جاء هذا الهجوم الإيراني رداً على غارات صهيونية استهدفت مواقع عسكرية حساسة في عمق الجمهورية الإسلامية يوم الجمعة 13 جوان 2025 ، وأسفرت عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، حسبما أفادت مصادر متطابقة.
- دمار في تل ابيب وتهديدات متبادلة
وأفادت وكالة " فرانس برس" بأن صوراً أظهرت مباني سكنية مدمرة في تل أبيب وحرائق مشتعلة عند أطراف مدينة حيفا الساحلية.
ودعا الجيش الصهيوني السكان إلى لزوم الملاجئ تحسباً لمزيد من الصواريخ الإيرانية.
كما أفاد مراسل الوكالة في القدس بسماع دوي انفجارات قوية، فيما أظهرت مقاطع فيديو نشاطاً مكثفاً للدفاعات الجوية الصهيونية .
رداً على ذلك، أعلن الجيش الصهيوني صباح الاثنين 16 جوان 2025 عن تنفيذ غارات على مقرات تابعة لفيلق القدس، المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، في العاصمة طهران.
وفي المقابل، توعد الحرس الثوري الإيراني في بيان بشن ضربات صاروخية "أشد تدميراً ضد أهداف حيوية" صهيونية ، مؤكداً أن "العمليات الفعالة والدقيقة والأشد تدميرا ستستمر".
- حصيلة القتلى والخسائر
في الكيان المحتل ، أسفرت الضربات الصاروخية الإيرانية ليل الأحد-الاثنين عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 92 آخرين، بحسب السلطات الصهيونية .
وتوعد وزير الدفاع الصهيوني يسرائيل كاتس بأن "سكان طهران سيدفعون الثمن"، واصفاً المرشد الإيراني بـ"الديكتاتور المتباهي الذي تحول إلى مجرم جبان".
ومنذ يوم الجمعة، بلغ إجمالي القتلى في الكيان الصهيوني جراء الضربات الإيرانية 18 شخصاً على الأقل.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أن الهجمات الصهيونية منذ الجمعة أدت إلى مقتل 224 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 1200.
وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بمقتل خمسة أشخاص الأحد في ضربة صهيونية على مبنى سكني وسط طهران.
دعوات دولية للتهدئة ومواقف متباينة
وسط هذا التصعيد، توالت الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتجنب المزيد من الدمار.
وأعلن السفير الأمريكي في تل ابيب مايك هاكابي عن تعرض مبنى تابع للبعثة الدبلوماسية في تل أبيب لأضرار طفيفة.
من جانبه، حذر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إيران من أنها ستواجه "كامل قوة" الجيش الأمريكي إذا هاجمت الولايات المتحدة، وحث الطرفين على "إبرام تسوية"، معرباً عن شكوكه في إمكانية تحقيق السلام.
وفي تطور لافت، كشف مسؤول أمريكي لفرانس برس أن ترامب عارض خططاً إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
ودعت الصين طرفي النزاع إلى اتخاذ إجراءات "فورية" للتهدئة، وحل القضايا عبر الحوار.
الجبهة الداخلية والوضع الأمني
داخلياً، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان المسؤولين في بلاده إلى الوحدة ونبذ الخلافات لمواجهة "العدوان الإبادي الإجرامي".
ورغم تقارير عن نزوح من طهران، أبدت المواطنة شكوه رزازي (31 عاماً) لفرانس برس عزمها على البقاء قائلة: "من الطبيعي أن تكون للحرب ضغوطها الخاصة، لكنني لن أترك مدينتي".
على الصعيد الأمني، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية إعدام شخص دين بالتعامل مع جهاز الموساد الصهيوني ، كما أوقفت الشرطة شخصين آخرين للاشتباه بتعاونهما مع نفس الجهاز.
وفي المقابل، أعلنت الشرطة الصهيونية القبض على مواطنين صهاينة بتهمة التخابر مع إيران.
وتأتي هذه المواجهة المباشرة بعد عقود من التنافس الإقليمي عبر الوكلاء والضربات المحدودة.
ويتهم الكيان المحتل ، بدعم من دول غربية، إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران بشدة، مؤكدة على حقها في برنامج نووي مدني.