لبنان والعرب يودّعون زياد الرحباني... والفصائل الفلسطينية تنعاه بأسى وحزن

بيروت/ وكالات - نعت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان الفنان المبدع والملتزم زياد الرحباني الذي رحل جسداً وبقي أثره حيّاً في وجدان الناس، وفي وجدان كل من آمن بالكلمة الصادقة والموقف الحر.
وجاء في بيان الفصائل التي نعت الراحل بحزن وأسى أنه كان أكثر من فنان…و ضميراً حياً، وصوتاً صادقاً للفقراء، وموقفاً ثابتاً مع القضايا العادلة وفي مقدمتها قضية شعبنا الفلسطيني.
وقف إلى جانب الناس، كتب لهم، ولحّن لهم، وصوّر واقعهم بجرأة ومحبة، فصار واحداً من أبناء الشارع الحقيقي، لا من أبراج الفن المعزولة.
في زمن الانحيازات الزائفة، اختار زياد الانحياز للحق…وفي زمن التزييف، حافظ على صدق التعبير وحرية الكلمة.
واضافت الفصائل انها تودّعه اليوم، لكنها تتمسك بفنه، بكلماته، بمسرحه، بروحه الساخرة والغاضبة التي شقّت طريقًا للوعي والمقاومة.
وبالمناسبة وجهت الفصائل تعازيها الصادقة للفنانة القديرة والكبيرة والملتزمة فيروز وعائلته ولجميع افراد آل الرحباني أيضاً،كما عزت عموم الشعب اللبناني الشقيق والشعوب العربية التي احبت الفن الملتزم للراحل الفنان الكبير زيادمؤكدة ان أغانيه ومواقفه، جزءاً من الذاكرة النضالية لشعبنا، ولكل من يحلم بوطن حر وعادل.
*******
لبنان تودّع زياد الرحباني... أيقونة المسرح الساخر والموسيقى المتجددة
بيروت / وكالات - غيّب الموت، اليوم السبت 26 جويلية 2025 ، الفنان والموسيقي اللبناني البارز زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عاماً، ليسدل الستار على مسيرة فنية استثنائية تركت بصمة لا تُمحى في ذاكرة الموسيقى والمسرح اللبناني والعربي.
* نجل السيدة فيروز وعاصي الرحباني يرحل عن 69 عاماً بعد مسيرة حافلة بالنقد الجريء والإبداع الطليعي
يُعد زياد الرحباني، المولود في الأول من جانفي 1956، قامة فنية فريدة، فهو نجل أسطورة الغناء السيدة فيروز والملحن الراحل عاصي الرحباني.
دخل عالم الفن من بابه الواسع في مطلع السبعينيات، مقدماً مسرحيته الشهيرة الأولى "سهرية" التي كشفت عن موهبته المبكرة في الكتابة والإخراج.
اشتهر الرحباني بمسرحه السياسي الساخر الذي عكس بجرأة وذكاء الواقع اللبناني وتناقضاته الاجتماعية.
وتميزت أعماله المسرحية بقدرتها على تشريح الواقع اللبناني بأسلوب ساخر وذكي، حيث جمعت بين النقد السياسي والاجتماعي العميق والفكاهة اللاذعة التي جعلتها خالدة في أذهان الجمهور.
على الصعيد الموسيقي، كان زياد الرحباني مجدداً طليعياً، إذ أدخل عناصر موسيقى الجاز والأنماط الغربية إلى الأغنية الشرقية، خالقاً هوية موسيقية خاصة به.
وقد تجلى هذا التجديد في تعاونه التاريخي مع والدته السيدة فيروز، حيث لحن ووزع لها العديد من الأغاني التي شكلت مرحلة جديدة ومختلفة تماماً في مسيرتها الفنية، ومنحتها بعداً حداثياً.
لم يكن الرحباني فناناً منعزلاً عن محيطه، بل عُرف بمواقفه السياسية الواضحة والجريئة، وجعل من فنه منبراً للدفاع عن قضايا الإنسان العربي، ومواجهة القمع، وفضح التناقضات الاجتماعية في زمن الحرب والسلام.