تحت إشراف الاتحاد : ندوة بسوسة تسلط الضوء على التنقيحات القانونية الجديدة

الشعب نيوز / وسائط - في إطار سعيه المتواصل لتعزيز الوعي القانوني لدى منظوريه والدفاع عن حقوق الشغالين، نظم الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الأربعاء 30 جويلية 2025 ندوة هامة حول " التنقيحات القانونية الجديدة وتأثيرها على الساحة العمالية".
احتضنت دار الاتحاد الجهوي للشغل بمدينة سوسة هذا الحدث البارز، الذي شهد حضوراً لافتاً من النقابيين والعمال والمهتمين بالشأن القانوني الاجتماعي .
وقد افتتح الأخ قاسم الزمني الندوة مرحبا بالحضور مؤكدا على مواقف الاتحاد بخصوص تنقيح تشريعات العمل و مذكرا بإقصاء السلطة للاتحاد و إصدارها التنقيحات من جانب واحد كما حث الحضور على المواكبة الجيدة و المساهمة في البحث عن حلول للإشكاليات المترتبة عن هذه التنقيحات ومنها الطرد الواسع لعدد من العمال المتعاقدين لاستغلال الغموض في النص.
وقد أشرف على افتتاح الندوة وتسيير أعمالها الأخ حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل الذي أكد في كلمته الافتتاحية على الدور التاريخي للمنظمة الشغيلة في الدفاع عن الحقوق والحريات، مشدداً على أن مواكبة التطورات التشريعية وفهمها بعمق هو جزء لا يتجزأ من النضال النقابي.
وأشار السيد حفيظ إلى أن هذه التنقيحات الجديدة تحمل في طياتها تغييرات جوهرية قد تؤثر بشكل مباشر على علاقات الشغل، ومكتسبات العمال، ومستقبل الحوار الاجتماعي في تونس، مما يستدعي نقاشاً جاداً ومسؤولاً.
وقدّم المداخلة الرئيسية للندوة الخبير القانوني الأستاذ عبد السلام النصيري، الذي أثرى اللقاء بعرض دقيق وشامل للتعديلات القانونية الأخيرة.
و تناول الأستاذ النصيري في تحليله عدة محاور أساسية، من بينها :
1. تحليل معمق للتنقيحات : استعرض الأستاذ النصيري فصول التنقيحات الجديدة مادة بمادة، موضحاً سياقها وأهدافها المعلنة والخفية، وقارن بين النصوص القديمة والجديدة ليسلط الضوء على الفروقات الجوهرية.
2. التأثير على علاقات الشغل: ركز على كيفية تأثير هذه القوانين على عقود الشغل، شروط إنهاء العلاقة الشغلية، إجراءات التسريح، وحقوق العامل في حالة النزاعات الفردية والجماعية.
3. مستقبل المفاوضات الجماعية : تطرق إلى الانعكاسات المحتملة لهذه التعديلات على آليات المفاوضة الجماعية وإبرام الاتفاقيات المشتركة، محذراً من أي محاولة للمس من هذا الحق الأساسي.
4. الضمانات والحقوق المكتسبة : قيّم الأستاذ النصيري مدى توافق التنقيحات مع الدستور التونسي والمواثيق الدولية التي صادقت عليها تونس، خاصة تلك المتعلقة بحقوق العمال وحرية العمل النقابي.
بعد العرض المفصل، فُتح باب النقاش للحضور، حيث شهدت الندوة تفاعلاً كبيراً من خلال المداخلات والأسئلة التي عكست انشغالات القاعدة العمالية.
و تركزت أغلب الاستفسارات حول كيفية تطبيق هذه القوانين على أرض الواقع، والآليات التي سيعتمدها الاتحاد للدفاع عن منظوريه في حال وجود تفسيرات أو تطبيقات مجحفة.
وفي ختام الندوة، جدد السيد حفيظ حفيظ التزام الاتحاد العام التونسي للشغل بمواصلة دوره في توعية الشغالين بحقوقهم، مؤكداً أن المنظمة ستبقى العين على كل التشريعات وستتصدى لأي محاولة للمس من مكتسبات الطبقة العاملة.
كما دعا إلى تنظيم ندوات مماثلة في مختلف جهات الجمهورية لتعميم الفائدة وضمان وصول المعلومة الدقيقة لكافة العمال والنقابيين.
تأتي هذه الندوة في وقت حاسم، لتؤكد مرة أخرى على أن الاتحاد العام التونسي للشغل ليس مجرد قوة تفاوضية، بل هو أيضاً منارة فكرية وقانونية تضيء الطريق أمام الشغالين للدفاع عن حقوقهم بوعي ومعرفة.
تابعوا اخباركم و صوركم عبر الرابط التالي : https://tinyurl.com/achaab-naqaby