نقابي

5 أوت: ذكرى اضراب بطولي اكد رسوخ قدم الاتحاد في المشهد العمالي والوطني

صفاقس/ الشعب نيوز - يحيي الشغالون والنقابيون يومي 4 و5 اوت 2025  الجاري الذكرى 78 لاضراب 5 اوت بصفاقس بفعالية متعددة الفقرات بدأت صباح اليوم 4 بتدشين معرض اقيم في بهو دار الاتحاد بصفاقس واحتوى مجموعة من الصور التي تعيد للذاكرة ملحمة ذلك الاضراب البطولي الذي خاضه الاتحاد بقيادة الزعيم الحبيب عاشور19 شهرا فقط بعد تأسيسه. 

ومن فقرات الفعالية، تحول النقابيين الى ساحة 5 أوت، هذه التي نصبت فيها خيمة الاضراب امام ورشات السكك الحديدية والتي كانت مسرحا لمجزرة ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق المضربين. وبالفعل تحول النقابيون، بحضور الاخوين منعم عميرة والطاهر المزي الامينين العامين المساعدين للاتحاد والاخ يوسف العوادني الكاتب العام للاتحاد الجهوي، مساء اليوم الى الساحة حيث تلوا الفاتحة ترحما على ارواح الشهداء.  

وتتواصل الفعالية غدا 5 اوت بتنظيم مسيرة شعبية تنطلق من مقر الاتحاد الجهوي في اتجاه ساحة 5 اوت حيث توضع على النصب التذكاري اكاليل الزهور ثم ينتقل النقابيون الى مقبرة الشعري في طريق تونس حيث يضعون اكاليل اخرى من الزهور على اضرحة الزعيم الهادي شاكر وشهداء معركة الفحص وشهيد المقاومة عمر قطاط.

لماذا ذلك الاضراب؟

بعد إعلان الاتحاد العام التونسي للشغل الاضراب العام في كامل البلاد للمطالبة بتحسين أجور الأجراء يوم 4 أوت 1947، فقد تقرّر أن يكون لا نهائيا حتى تستجيب السلط لطلبات الاتحاد في الترفيع في الاجور. وفي بيان اعلان الإضراب الصادر عن الإتحاد، تقرّر ان يبتدئ الإضراب العام ليلة 4 اوت 1947 عند منتصف الليل.

تمّ الإضراب العام بكامل البلاد يوم 4 أوت، وكان اضرابا عاما ناجحا بكامل البلاد وشارك فيه أكثر من 100 ألف مضرب في كامل البلاد .

ومنذ فجر يوم 5 أوت عندما كان القطار الرابط بين صفاقس وتونس يستعدّ على الساعة الرابعة فجرا للانطلاق كان المضربون قد تجمّعوا لمراقبة حسن سير الاضراب، لكنّ صفاقس، الجهة التي انطلقت منها نواة الاتحاد العام التونسي للشغل، وجدت نفسها تقدّم حصيلة إضراب ثقيلة، إذ وقعت مصادمات بين الجيش المحتلّ والمضربين أمام محطّة قطار صفاقس وورشات أرتال صفاقس قفصة التي تجمّع أمامها ما بين 3000 و4000 عامل واجههم جيش الاستعمار بالحديد والنار ممّا أدّى إلى استشهاد 30 شخصا وجرح أكثر من 150 عامل ، هذه الحصيلة تجاوزت كلّ ما سبقها من ضحايا وكان على رأسهم الحبيب عاشور.

مدرعات تطلق النار

فقد فوجئ العمال بخروج مدرّعات تحمل جنودا فرنسيين من الثكنة التي كانت تقع قبالة محطة الارتال وتشرع في إطلاق الرصاص . وبعد أن حمل العمال الجرحى للمستشفى أعلم الحبيب عاشور فرحات حشاد بتونس العاصمة بخبر المجزرة وما قام به الجيش الفرنسي فجمع المكتب التنفيذي على عجل والذي أصدر إحتجاجا على هذا الإعتداء.

الاتحاد يواجه هذا التحدّي الذي وضع كرامة التونسيّين على المحكّ، فاستجاب له العمّال وحتى التّجّار والحرفيّون، وكانت النتائج نهرا من الدماء سالت دفاعا عن الكرامة والخبز والوطن

لقد أبرزت احداث 5 أوت 1947 بصفاقس قائدين فذّين للحركة العمالية التونسية وهما فرحات حشاد والحبيب عاشور. فقد كانا قائدين متكاملين، فالحبيب عاشور بحكم طبعته الإندفاعية وجرأته وشجاعته هو الذي يندفع في الخصومات وينظم التصديات، فيما كان فرحات حشاد هو الذي يفاوض ويناور.

من هم شهداء 5 أوت؟

تخليدا لذكراهم، نذكر أسماء بعض شهداء أحداث 5 أوت 1947 : عبد الوهاب الغربي , هادي مهدي , جيلاني العماري , صالح بن عبد الكريم , أحمد الصافي , محمد الغربي , أحمد الطرابلسي , هاشمي لجنف , صالح لوصيف , مختار جراد , فرج بو صرصار , حبيب بن عبد الرحمان , محمد القرقوري , عمر الحمامي , مسعود بن خليفة , أحمد الحاج طيب , علي المذيوب , محمد العجنقي , علي بهلول , عبد السلام قوبعة , علي بن نصر , محمد الطرابلسي , حسين بن عمر , حسين الطرابلسي , سالم سلاّم , محمد الصغيّر ...

رحم الله شهداء الوطن والاتحاد والمقاومة.

تابعوا اخباركم و صوركم عبر الرابط التالي  : https://tinyurl.com/achaab-naqaby