نقابي

وفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في زيارة للإتحاد : تفعيل الدعم الشعبي للقضية والمرور إلى خيارات ومواقف قوية توقف حرب الابادة

الشعب نيوز / نصر الدين ساسي -  بإشراف الأخ فاروق العياري الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل  بالنيابة وحضور الأمناء العامين المساعدين الاخ سمير الشفي والاختين هادية العرفاوي وسهام بوستة ، جرى استقبال وفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يضم كل من الرفيق الدكتور رمزي رباح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية " رئيس دائرة مناهضة الفصل العنصري وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والرفيق ماهر عامر مدير عام دائرة مناهضة الفصل العنصري والقيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والرفيق ساهر المصري مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين " فرع تونس ".


وقد تولى الاخ فاروق العياري الترحيب بضيوف الإتحاد مؤكدا  أن دعم القضية الفلسطينية لم يكن يومًا مجرّد موقف ظرفي للاتحاد العام التونسي للشغل، بل هو أحد الثوابت التي تأسس عليها هذا الصرح النقابي الوطني، وهو راسخ في ضمير مناضليه ونصوصه المرجعية ولوائحه التنظيمية.

وقد أضاف" نشأنا وتربّينا داخل هذه المنظمة على اعتبار فلسطين قضية مركزية، واعتبرنا أن الوقوف إلى جانب شعبها هو واجب نقابي وإنساني قبل أن يكون خيارًا سياسيًا.

وقد تجلى هذا الالتزام في لائحة خاصة أقرّها الاتحاد منذ سنوات حول الصراع العربي الصهيوني، تُرسم من خلالها مواقفنا واستراتيجياتنا لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة الاحتلال". 

وقال" نحن نؤمن أن ما يحدث اليوم في غزة من عدوان وحشي وجرائم إبادة، لا يمكن أن يُقابل بدعم مطلق أو صمت مريب من قبل المجتمع الدولي بل يجب أن يُواجَه بموقف موحّد، واضح، صلب، من كل أحرار العالم، ومن حكوماته وهيئاته ومؤسساته القانونية والحقوقية".

وأشار الى أن الاتحاد، بموقفه النقابي الثابت، يُعبّر عن وجدان شعبي تونسي وعربي واسع، يؤمن بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وفي إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس.

ودعا بمناسبة كلمته إلى تحرك دولي عاجل وفاعل لإيقاف المجازر المتواصلة منذ أشهر في غزة، ولوقف آلة الإبادة الجماعية التي لا تفرّق بين طفل وامرأة وشيخ فالسكوت عن هذه الجرائم هو تواطؤ، وإننا في الاتحاد العام التونسي للشغل سنواصل حمل لواء التضامن والمقاومة، بكل أشكالها، حتى يتحقق النصر ويُرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.

 الرفيق رمزي رباح رئيس وفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تقدم بتحية نضالية حارة من قلب فلسطين إلى هذه القلعة النقابية الصامدة، إلى الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي لطالما مثّل مرجعية نضالية في العالم العربي، ليس فقط على مستوى القضايا الاجتماعية والمطلبية، بل أيضًا في الانتصار الدائم للقضايا القومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وقال في بداية حديثه : "إننا نعيش مرحلة مصيرية تتجاوز حدود فلسطين لتشمل المنطقة بأسرها، في ظل محاولات إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط، على قاعدة إخماد صوت المقاومة في كل أشكالها، سواء في فلسطين أو لبنان أو غيرهما.

نواجه مشروعًا تطويعيًا مدعومًا بتواطؤ رسمي عربي، يتراوح بين الخوف والانحناء، في وقت أثبتت فيه الحركة الشعبية العربية والتقدمية أنها الأقدر على الصمود والمواجهة".

وأضاف:" نُقدّر عاليًا انخراط قوى كثيرة في محور المقاومة، ونسجّل بفخر أن نتنياهو ورغم آلة الحرب والتجويع والإبادة، فشل في القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى، فلجأ إلى التهجير القسري وتغيير المعادلة الديمغرافية في غزة.

اليوم نشهد محوًا ممنهجًا لمظاهر الحياة في القطاع، وارتكاب جرائم تطهير عرقي بشعة"."

 ما نواجهه هو نازية جديدة، فاشية عصرية تُمارس بدعم دولي وصمت رسمي عربي. ومع ذلك، فإن الإرادة الشعبية العالمية باتت أقوى، وردود الفعل الغربية الشعبية اليوم، رغم محدوديتها، أعمق تأثيرًا من مواقف بعض الحكومات العربية". 

وشدد :" نحن في قلب معركة لا تخص الفلسطينيين فقط، بل كل شعوب الأمة العربية، إذ أن ما يُخطط لغزة اليوم قد يُعاد إنتاجه في أي بقعة من هذا الوطن.

لذلك، جئنا اليوم إلى هذه المنظمة النقابية العريقة، بدعوة من الائتلاف العربي، للتباحث حول الخطوات القادمة، والعمل المشترك على الانتقال من الشجب إلى الفعل: مقاطعة حقيقية، محاكمات شعبية، ضغوط قانونية دولية، ومواقف صارمة ضد الكيان الصهيوني". 

وأكد في معرض حديثه على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية ضرورة ملحة فقد استغل الكيان الصهيوني الانقسام لتعميق الأزمة وضرب التماسك الداخلي.

واليوم، فإن أي مشروع مقاومة جاد يتطلب وحدة القرار السياسي، وتشكيل قيادات ميدانية تمثل الجميع وتحمي الأرض والشعب وتضغط على المستويات العليا.

مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني  قد فقد مصداقيته الدولية، ولم يعد خطابه حول "المحرقة" أو "الديمقراطية" يُقنع أحدًا.

اليوم العالم يتعاطف معنا، لكن علينا نحن أيضًا أن نتصالح مع أنفسنا، وأن نعيد بناء مشروع تمثيلي وطني جامع، يعبّر عن الكل الفلسطيني، ويجعل من المقاومة العنوان الرئيسي للمواجهة والمعركة.

* الأخت هادية العرفاوي: دعم فلسطين التزام مبدئي وطنيا ودوليا

أكدت الاخت هادية العرفاوي الامينة العامة المساعدة للاتحاد المسؤولة عن العلاقات الدولية والعربية في كلمتها على أن دعم الإتحاد للقضية الفلسطينية ليس خيارًا أو موقفًا ظرفيًا، بل هو التزام ثابت وراسخ في ضمير المنظمة وفي صلب مشروعها التحرري والنقابي.

وأضافت : "لقد سعينا دائمًا إلى أن يكون صوتنا عاليًا في المنابر الدولية دفاعًا عن الحق الفلسطيني، واعتبرنا أن دعم القضية في الخارج هو امتداد طبيعي لدعمنا لها في الداخل كنا من أوائل المنظمات النقابية التي بادرت بتوجيه رسائل احتجاج على المواقف المخجلة لبعض النقابات الدولية تجاه العدوان الصهيوني، وذكّرنا الجميع، حتى داخل العالم العربي، بأن بوصلتنا يجب أن تظل دائمًا موجّهة نحو فلسطين". 

وأكدت أن دور الاتحاد العام التونسي للشغل هو دور القاطرة التي تُعيد تصويب الرؤية وتدفع البقية إلى الاصطفاف مع قضايا الحق والحرية وهذا ما قمنا به مع النقابات العربية والإفريقية، حيث سعينا إلى توحيد المواقف وجعل دعم فلسطين أولوية نقابية.

وبخصوص مواقف مجلس إدارة منظمة العمل الدولية العضوة فيه فقالت :"لقد حرصنا على أن يكون التمثيل الفلسطيني مضمونًا ومؤثرًا، وقد عملنا بالتنسيق مع الرفيق شاهر، عضو المجلس، من أجل تكثيف الضغوط والاتصالات سواء مع المديرة العامة أو عبر القنوات الدبلوماسية، لضمان تواجد فعلي و عضوية كاملة للدولة الفلسطينية داخل هذه المنظمة الأممية.

وابرزت أن الإتحاد قاد في المؤتمر الأخير لمنظمة العمل الدولية حملة واسعة لدعم التصويت لصالح عضوية فلسطين، ليس كمنّة بل كواجب مستحق نحن لا نرى في دعم فلسطين "ميزة" بل نعتبره التزامًا مبدئيًا لا حياد فيه.

وشددت على ضرورة المواصلة في نفس النهج بكل وضوح. أوقفنا التعامل مع كل المنظمات التي ساندت الكيان الصهيوني، حتى وإن كانت شريكة في بعض المشاريع أو ممولة لأنشطة داخل تونس لا مساومة في هذا الموقف، وكل ما قمنا به وما سنقوم به نعتبره أقل ما يمكن تقديمه إيمانًا منا بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة، وعاصمتها القدس.

وختمت بالقول:"هذا هو نهجنا، وهذه هي بوصلتنا التي لا نحيد عنها، وسنمضي في هذا الطريق، كما قلت مرارًا، و"عيوننا مغمضة" لأننا نعرف أن الحق إلى جانبنا" .

* الأخ سمير الشفي :  تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية

أكد الأخ سمير الشفي الأمين العام المساعد للإتحاد المسؤول عن قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات في بداية كلمته أن استحضار رموز الثورة الفلسطينية، أمثال جورج حبش، نايف حواتمة، وأحمد جبريل، هو استحضار لتاريخ نضالي حافل، ولتجربة مقاومة تُلهم الأجيال الفلسطينية والعربية لمواصلة مسيرة التحرر والكرامة.

وإعتبر أن القضية الفلسطينية لم تكن يومًا بالنسبة للاتحاد مجرد موقف، بل هي جزء من عقيدتنا النقابية. لقد ورد دعم فلسطين في صلب وثائقنا التأسيسية، منذ نشأة الاتحاد سنة 1946، التي تزامنت مع بدايات المؤامرة الدولية على فلسطين. وكان الزعيم فرحات حشاد نفسه من نظم المتطوعين التونسيين للالتحاق بجبهات القتال ضد المشروع الصهيوني. ومنذ ذلك الحين، لم ينقطع دعمنا يوما لنضال الشعب الفلسطيني، إيمانا منا بأن القضية الفلسطينية هي قضية وطنية وعربية وإنسانية بامتياز.

وقال:"نحن نرى أن المشروع الصهيوني ليس مجرد مشروع احتلال أراضٍ، بل هو جزء من منظومة استعمارية توسعية تستهدف المنطقة بأسرها وتخدم مصالح الإمبريالية العالمية.

ما يحدث اليوم من جرائم ضد شعبنا الفلسطيني، لا سيما بعد ملحمة "طوفان الأقصى"، يمثل ذروة الفظائع النازية والفاشية والتمييز العنصري، ويستوجب موقفًا موحدًا وجريئًا من كل أحرار العالم". 

وأضاف:" لقد عمل الاتحاد منذ السابع من أكتوبر على إطلاق لجنة وطنية لدعم المقاومة الفلسطينية، وشاركنا في مسيرات ومظاهرات، ونظمنا وقفات احتجاجية أمام السفارات، كما قاد الاتحاد حملة ضغط مباشر تجاه بعثات دبلوماسية أوروبية للتنديد بمواقفها المتواطئة، وتمكّنا من انتزاع بعض التغيرات في الخطاب السياسي الأوروبي، ولو نسبيًا، بفضل ضغط الجاليات العربية والنقابات التضامنية في أوروبا وأمريكا.

وعلى الصعيد العربي، فإننا نواجه واقعًا مأساويًا: شعوبنا تتألم لما يحدث في غزة، لكن ثقافة الهزيمة والإحباط تتسرب إلى الوعي الجماعي، مما يتطلب منا بذل جهد أكبر لتجديد الوعي والنضال الشعبي.

وأكد الأخ الشفي أن التحركات التي يقودها الاتحاد لم تقتصر على التظاهر، بل احتضنّا مختلف الفعاليات التضامنية، وشاركت دار الاتحاد في تنظيم تظاهرات وندوات وورشات شارك فيها أكثر من 70 ممثلًا عن منظمات شعبية ونقابية وحقوقية.

كما نعمل حاليًا على التنسيق لتنظيم قافلة بحرية دولية لكسر الحصار على غزة، ستنطلق من تونس وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا يوم 4 سبتمبر 2025  القادم .

ويسعدنا أن الأشقاء في الخليج العربي انخرطوا بدورهم في هذه المبادرة بتشكيل قافلة خاصة بهم، ما يمنح هذه الخطوة بعدًا رمزيًا وسياسيًا قويًا.

وختم بالقول :"نحن نؤمن أن هذه التحركات، مهما كانت محدودة، تمثل الحد الأدنى من واجب التضامن كما نؤكد دعمنا لأي جهد قانوني يُبذل من خلال الاتحاد الدولي للمحامين العرب أو غيره من الهيئات، لملاحقة الجرائم الصهيونية ومحاسبة مرتكبيها مجددا في ذات الإطار الدعوة إلى كل مكونات الفعل الوطني الفلسطيني إلى تجاوز الخلافات وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الإطار الجامع الذي يمثل الداخل والشتات، ويضمن وحدة الصف والموقف والنضال، ويمنع محاولات اختراق الصف الفلسطيني.

تابعوا اخباركم و صوركم عبر الرابط التالي : https://https://tinyurl.com/achaab-naqaby