تخلوا عن هواتفهم قبل الاجتماع : نجاة قادة حماس من عملية اغتيال في قطر

الشعب نيوز/ وكالات - قال خبير عسكري إنّ محاولة الاغتيال الإسرائيلية الأخيرة ضد عدد من قادة حركة حماس قد باءت بالفشل، نتيجة خطأ استخباري ناجم عن تتبّع إشارات الهواتف المحمولة.
وأوضح الخبير في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن قادة الحركة كانوا قد تخلّوا عن جميع أجهزتهم الخلوية قبل انعقاد اجتماعهم، وتم وضعها في مبنى آخر بعيد عن مكان اللقاء، مستطردًا أن هذا الإجراء الأمني حال دون كشف موقعهم الحقيقي، في الوقت الذي استهدفت فيه الطائرات الإسرائيلية المبنى الذي وُضعت فيه الهواتف، ما أدى إلى فشل العملية.
وبيّن الخبيرأنّ هذه الواقعة تعكس تصاعدًا في حرب الأدمغة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، حيث تحاول تل أبيب استثمار التكنولوجيا لتعقب الخصوم، في حين تلجأ حماس إلى تكتيكات مضادة تعتمد على التضليل الأمني وحجب الإشارات الإلكترونية. واستطرد قائلًا إن قادة الحركة نجوا من محاولة الاغتيال، فيما تكبّدت إسرائيل إخفاقًا جديدًا في معركة الاستخبارات الميدانية.
هجوم دقيق
وكان دويّ عدة انفجارات سمع في العاصمة القطرية الدوحة، وتصاعد أعمدة من الدخان في سماء حي كتارا، أحد أبرز الأحياء الحيوية في المدينة حسبما نقلت "رويترز". وفي تطور لافت، نقل مراسل موقع “أكسيوس” الأميركي باراك رافيد عن مسؤولين من الاحتلال قولهم إن الانفجارات ناجمة عن “محاولة اغتيال استهدفت وفدًا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)”، كان يشارك في اجتماع مغلق في العاصمة القطرية. وأشارت المصادر إلى أن من بين المستهدفين القياديين البارزين خليل الحية وزاهر جبارين، من دون أن يتضح مصيرهم.
وفي وقت لاحق، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا أكد فيه تنفيذ “هجوم دقيق وموجّه استهدف قيادة حركة حماس”، مشيرًا إلى أن العملية نُفّذت بالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، عبر سلاح الجو، من دون أن يحدد موقع الهجوم. وأضاف البيان أن العملية تمت بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، ورافقها “اتخاذ خطوات لتقليل الضرر الذي قد يلحق بالأشخاص غير المعنيين”.
من جهتها، نقلت قناة “الجزيرة” عن مصدر في حركة حماس أن “الوفد التفاوضي للحركة كان هدفًا لهجوم خلال اجتماع في الدوحة”، دون تقديم تفاصيل إضافية بشأن الإصابات أو الخسائر المحتملة.
تصعيد خطير
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الوساطات القطرية والمصرية جهودًا متواصلة لإعادة تفعيل مسار التهدئة بين إسرائيل وحماس، في ظل تصعيد ميداني مستمر في قطاع غزة، وتوتر سياسي إقليمي متزايد.
ويرى مراقبون أن تنفيذ ضربة عسكرية في قلب العاصمة القطرية، واستهداف شخصيات سياسية من الحركة على أراضي دولة تستضيف مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين، يمثل تصعيدًا خطيرًا قد تكون له تداعيات دبلوماسية غير مسبوقة، خصوصًا في ضوء العلاقات المعروفة التي تربط الدوحة بالفصائل الفلسطينية، وموقفها الرافض لاستخدام أراضيها في أي عمل مسلح.