ثقافي

هذه هي تونس العربية : ثابتة ، متضامنة ومناضلة على كل الجبهات

 الشعب نيوز/ بأقلام النقابيين - 

قبل ان تستقبل تونس مؤخرا قوافل الصمود و اساطيلها، راكمت تاريخا عمليا من الدعم الجاد للقضية الفلسطينية و للتحرر العربي عموما بفضل نخبتها التي كانت في اغلبها منحازة للقضايا العربية و الإنسانية العادلة .

و في هذا السياق الاستنهاضي الضروري هذه الأيام وجب التذكير بهذا الرصيد الوطني المشرف من مظاهر الاسناد للقضية الفلسطينية على المستويين الرسمي و الشعبي رغم محدودية إمكانيات تونس و حقيقة حجمها في الصراعات الدولية الكبرى .

ففي أواخر عهد الراحل الحبيب بورقيبة انعقد في تونس العاصمة من 29 مارس إلى 3 أفريل 1982 واحد من أهم مؤتمرات القوى القومية التقدمية و هو مؤتمر الغزو الثقافي الصهيوني الامبريالي للوطن العربي برعاية من المؤتمر الشعبي العربي الذي كان يترأسه السياسي الليبي عمر خليفة الحامدي و قد كان هذا المؤتمر حدثا عربيا مهما نظرا لطابعه الثقافي الاستشرافي و للحضور النوعي للمفكرين و المبدعين العرب الذين أثثوه و للتفاعل الكبير الذي حظي به في اوساط المثقفين التونسيين الذين استشعروا الخطر الصهيوني على الأمة العربية مبكرا .

و من ايجابيات ذلك المؤتمر الكبير ان أغلب ورقاته موثقة و لا تزال تشكل مرجعا للباحثين في رصد تصورات المثقفين العرب تجاه الهجمة الصهيونية الامبريالية في جوانبها الثقافية و الفكرية و كيف تفاعل المثقفون العرب في تلك الظروف التي بلغ فيها التحدي الصهيوني أوجه باجتياح بيروت في مقابل الخواء الثقافي الذي نعيشه اليوم في مواجهة حرب الابادة و العربدة الصهيوأمريكية في منطقتنا.

تعتبر ورقات هذا المؤتمر الذي مر عليه ازيد من أربعين سنة قاعدة أدبية و نظرية صلبة لحركة مقاومة التطبيع و المقاطعة يجدر على شباب تونس الناشط في هذا المجال التسلح بها و تطويرها.

خالد العقبي.