دولي

صالح الجعفراوي : عدسة الحقيقة التي أُسكتت برصاص الغدر

الشعب نيوز / وكالات - تصدر خبر استشهاد الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي منصات التواصل الاجتماعي، بعد اغتياله على يد مسلحين في قطاع غزة، في حادثة أثارت موجة من الغضب والحزن، وطرحت تساؤلات عميقة حول مستقبل حرية التعبير في ظل الحرب والاضطرابات الداخلية.

الجعفراوي، الذي عرف بابتسامته الهادئة وعدسته الجريئة، كان من أبرز الصحفيين والمصورين في غزة، وكرّس عمله لتوثيق الجرائم الصهيونية بحق المدنيين منذ بداية العدوان.

نشاطه على منصة إنستغرام، الذي تعرض للإغلاق مرارًا، كان نافذة حقيقية تنقل للعالم حجم الدمار والمعاناة، بعيدًا عن الروايات الرسمية.

بحسب روايات ناشطين، تعرض الجعفراوي للاختطاف والإعدام، في عملية وصفها مغردون بأنها امتداد لمخطط صهيوني يستهدف الأصوات الحرة، عبر أدوات داخلية تعمل على تصفية من لم تستطع الطائرات اغتياله.

واعتبر كثيرون أن هذه الجريمة تهدف إلى تشويه النضال الفلسطيني وتحويله إلى صراع داخلي، يخدم روايات الاحتلال ويضعف سردية التحرر الوطني.

وصية الجعفراوي، التي تناقلها الناشطون، كانت مؤثرة وعميقة، حيث كتب:

"أنا صالح، أترك وصيتي هذه، لا وداعًا بل استمرارًا لطريق اخترته عن يقين... بذلت كل ما أملك من جهد وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي... الحقيقة التي ستبقى حجة على كل من تخاذل وصمت، وشرفًا لكل من نصر ودعم ووقف مع أشرف الرجال وأعز الناس وأكرمهم أهل غزة."

ردود الفعل الصهيونية على اغتياله جاءت متباينة، بين من شكك في صحة الخبر، ومن بارك العملية وامتدح منفذيها، في مشهد يعكس حجم الاستقطاب والتوظيف السياسي حتى في مقتل صحفي أعزل.

ويبقى صالح الجعفراوي حاضرًا في ذاكرة الغزيين، ليس فقط كصحفي، بل كرمز للثبات والصدق، وصوره التي وثقت الألم والأمل ستظل تُتداول، رفضًا لصورة الوداع الأخيرة التي لا تشبهه، ولا تشبه رسالته.