دولي

الأسرى الفلسطينيين بين لحظة الحرية وذاكرة العذاب : مشاهد مؤلمة تكشف حجم المعاناة

فلسطين / وكالات - في مشهد يختلط فيه الفرح بالوجع، خرج عشرات الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال ضمن صفقة تبادل، بأجساد منهكة ووجوه شاحبة، يحملون آثار سنوات من التعذيب والإهمال، ويبحثون بأعينهم عن أهلٍ تركوهم خلف القضبان، بعضهم أحياء، وآخرون غيّبهم القصف والدمار.

ورغم أن لحظة الإفراج كانت منتظرة منذ سنوات، فإنها بدت أقرب إلى بداية فصل جديد من المعاناة، حيث أظهرت المقاطع المتداولة حالات إعياء شديد، ونُقل عدد من الأسرى مباشرة إلى المستشفيات الميدانية لتلقي العلاج.

* صدمة اللقاء : بين الموت والحياة

من بين القصص المؤثرة، أسير خرج وهو يعتقد أن الاحتلال قتل زوجته وأطفاله، ليكتشف أنهم أحياء، في مشهد امتزجت فيه الدموع بالذهول. قال وهو يرتجف: "هددونا بأولادي، قالوا قتلناهم، ولما طلعت ما صدقت… غزة مش هي غزة، حسيت إني في مشهد من يوم القيامة".

في المقابل، خرج أسرى آخرون ليواجهوا الحقيقة القاسية بأن عائلاتهم استشهدت خلال الحرب، أحدهم فقد زوجته وأطفاله، وآخر اكتشف أن شقيقه إستشهد ووالدته تتنقل بين المستشفيات لعلاج حفيدته الجريحة.

* أجساد منهكة وندوب لا تُمحى

الصور التي وثّقت لحظات الإفراج كشفت عن أجساد نحيلة، جروح غائرة، وعرج في الخطى، فيما بدت علامات سوء التغذية واضحة على وجوه الأسرى.

بعضهم خرج على كراسي متحركة، غير قادر على الوقوف، وآخرون لم يتمكنوا من الحديث، واكتفوا بالبكاء.

كتب أحد المدونين: "كل أسير خرج من السجن هو شهادة حية على ما يفعله الاحتلال في الظلام".

* بين دفن الشهيد واستقبال الأسير

من القصص التي هزّت المنصات، والد الأسير صالح الجعفراوي، الذي دفن ابنه الأول صباحًا، واستقبل ابنه الثاني محررًا مساءً.

قال أحد النشطاء: "بضع ساعات فقط فصلت قدر عن قدر، ولو تأخر الموعد قليلاً لاحتضن الأخ أخاه حيًا، أو شم مسك دمه شهيدًا".

* جحيم السجون الصهيونية

لا يزال نحو 9 آلاف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال، بينهم مئات المرضى والمصابين، يعيشون في ظروف وصفتها المؤسسات الحقوقية بأنها "جحيم إنساني مفتوح".

الاعتقال، كما وصفه ناشطون، تحول إلى أداة سياسية للإذلال، بينما يخوض الأسرى وذووهم معركة دائمة لمنع الانكسار.

هذه المشاهد، التي خرجت إلى العلن بعد الإفراج، لا توثق فقط لحظة حرية، بل تكشف عن عمق الجرح الفلسطيني، وعن معاناة لا تنتهي بمجرد فتح أبواب الزنازين، بل تبدأ من جديد في مواجهة واقع فقد الأحبة، وانهيار البيوت، وذاكرة الألم التي لا تُمحى.