قوات الدعم السريع في السودان تعلن السيطرة على مقر الجيش في الفاشر وسط تحذيرات من كارثة إنسانية

الخرطوم / وكالات - أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الجيش السوداني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي تُعد آخر معقل للجيش في الإقليم.
ووصفت القوات في بيان لها "تحرير الفرقة السادسة" بأنه محطة مفصلية في مسار المعارك، مؤكدة إحكام قبضتها على المقر العسكري.
من جهتها، أكدت "المقاومة الشعبية"، وهي مجموعة مسلحة متحالفة مع الجيش، صحة السيطرة على المقر، لكنها نفت أن يكون ذلك بمثابة السيطرة الكاملة على المدينة، مشيرة إلى استمرار القتال ومؤكدة أن "السلاح والمقاومة" باتا الملاذ الأخير لأهالي الفاشر.
وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر منذ مايو 2024، في محاولة لانتزاع السيطرة عليها بعد إخراجها من شمال وشرق البلاد.
وقد كثفت هجماتها منذ أوت الماضي، مستهدفة المدينة ومخيمات اللاجئين المحيطة، ما أسفر عن مئات القتلى جراء القصف المدفعي والطائرات المسيّرة.
ووفقًا للأمم المتحدة، يعيش نحو 260 ألف مدني داخل الفاشر تحت حصار خانق، يعانون من المجاعة وانعدام الرعاية الصحية وانقطاع الاتصالات.
كما كشفت صور أقمار صناعية حللها مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل أن الدعم السريع أقام سواتر ترابية بطول 68 كيلومترًا حول المدينة، تاركًا ممرًا ضيقًا يتعرض فيه المدنيون للابتزاز مقابل العبور.
وأفادت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، دنيز براون، وشهود عيان، بتعرض المدنيين لمحاولات قتل وخطف وعنف جنسي أثناء محاولتهم الفرار من المدينة.
فيما عبّر المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن "فزعه من استخفاف قوات الدعم السريع المتعمد بحياة المدنيين"، داعيًا إلى حماية عاجلة لهم.
وفي حال سقوط الفاشر بالكامل، ستكون قوات الدعم السريع قد أحكمت سيطرتها على جميع ولايات دارفور الخمس، ما يعني تقسيم البلاد فعليًا بين شرق يسيطر عليه الجيش وغرب يخضع لسيطرة الدعم السريع، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الأزمة الإنسانية والانقسام السياسي والعسكري في السودان.


