وثائقي

محاكمات النقابيين سوسة 001: يوم قائظ من أيام أوسو 1978

 كان 19 جويلية يوما قائظا ذلك الذي انطلقت فيه محاكمة نقابيي جهة سوسة بعد أن وقع ايقافهم يومي 26 و27 جانفي 1978 اثر الاحداث الاليمة التي حصلت اثر الاضراب العام المحدد ليوم 26 جانفي والمقرر دفاعا عن استقلالية الاتحاد.

فقد بلغت الحرارة اشدها في تلك الايام وتضاعفت في القاعة التي احتضنت اشغال المحاكمة حيث تكدس فيها النقابيون المتهمون وعشرات المحامين وعدد من الصحفيين والملاحظين المحليين والأجانب.

وكم من مرة وقع السماح لبعض المتهمين بالخروج بين الفينة والأخرى لتناول الماء ونيل نصيب من الراحة. كما اصيب احد المتهمين بدوار فصحبه شرطي الى خارج القاعة حيث نال قليلا من الماء والراحة. واضطر متهم آخر الى التمدد فوق دكة طويلة بعد الارهاق ال بدا عليه نتيجة عملية جراحية أجراها أياما قليلة قبل بدء المحاكمة.

تطلب العدد الهام للمتهمين الذين مثلوا امام المحكمة الجنائية ادخال بعض التحويرات على القاعة المخصصة للجلسة حيث تم بالخصوص تأخير مقاعد المحامين حتى يتسنى وضع المقاعد المخصصة لـ 101 متهم الذين كان من بينهم سبع (7) نساء تقدمتهنّ منيرة جمال الدين أستاذة التعليم الثانوي.

عدد هام من أقارب المتهمين تابعوا أطوار الجلسة وما أن حضر هؤلاء حتى بادرهم أقرباؤهم بالتحية ورفع علامة النصر.

المحامون حضروا بأعداد غفيرة نذكر منهم على سبيل المثال منصور الشفي وساسي بن حليمة ومحمد العربي هاشم ورؤوف بوكر والحبيب بن عبدالله واحمد شطورو وراضية النصراوي وعبادة الكافي وعمار عمار.

اعلاميا جرت تغطية المحاكمة محليا ودوليا عبر جريدة الصباح ممثلة في عبد الحميد القصيبي ومحمد العروسي بن صالح وجريدة الراي بواسطة محمد مختار بوبكر وجريدة لابريس بواسطة موسى فرحات ووكالة الانباء وجريدة العمل بواسطة مراسليها في الجهة.

مجموع النقابيين المتهمين في القضية بلغ 101 شخصا من بينهم 7 نساء تقدمهم جميعا الحبيب بن عاشور الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل والصادق قديسة عضو المكتب الجهوي ومناضل الحركة الوطنية.

تركبت هيئة المحكمة من القضاة يوسف بن يوسف رئيسا بمساعدة المستشارين حمزة بن ميلاد والهادي ساسي ومحمد الهادي العلاني وحمودة الشعبوني ومثل النيابة العمومية محمد بن حميدة.

 تلا رئيس المحكمة  قرار دائرة الاتهام الذي اشتمل على 51 صفحة واستغرقت تلاوته بقاعة الجلسة 125 دقيقة.