وثائقي

21 نوفمبر 1950: مجزرة ستبقى على مرّ التاريخ شاهدًا على التضحيات التي قدّمها العمال التونسيون

الشعب نيوز/ ذكريات - في مثل هذا اليوم 21 نوفمبر من سنة : 1950 - أقدمت القوات الاستعمارية الفرنسية على ارتكاب مجزرة بالنفيضة استشهد فيها 5 مواطنين من بينهم امرأة حبلى بتوأمين (تُدعى منّوبية قابي)، وجُرح فيها عشرات المواطنين من بينهم 12 أصيبوا بجروح بليغة. وقد إنتهت هذه المجزرة باعتقال 161 شخصا منهم 50 إمرأة.

- وفي حوالي العاشرة صباحا من ذلك اليوم توجه الزعيم النقابي فرحات حشاد إلى مكان الحادث، لكن قوات الشرطة اعترضت سبيله وأوقفته في بلدة بوفيشة وسلّمته مذكّرة صادرة عن المراقب المدني بسوسة تحجر عليه دخول النفيضة.

- وعاد حشاد الى العاصمة ووجّه رسالة الى وزارة الشؤون الاجتماعية ينبّهها الى خطورة الوضع الناجم عن تدخل الجيش الذي أدى الى حصول هذه الحادثة.

- وكانت دوافع هذه المجزرة قد انطلقت من نزاع نشب بين إدارة هنشير النفيضة والعملة الفلاحين الذين لا ذنب لهم غير مطالبتهم بحقوقهم وممارستهم لاحدى وسائل عملهم النقابي وهي الاضراب.. وكان بالامكان تجنب إراقة الدماء لو عملت الحكومة بالاقتراحات التي قدمها الاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان أمينه العام الشهيد فرحات حشاد يباشر المسألة بنفسه.. ففي يوم 8 نوفمبر قدّم الاتحاد اقتراحات الى الحكومة تهدف خاصة إلى الزيادة في أجور العملة الفلاحيين وتطبيق القانون الأساسي الخاص بالعمل الفلاحي.

- ولكن الحكومة الإستعمارية لم تُلبِّ هذه المطالب وحصلت المجزرة التي جاءت اثر الاضراب الذي حاولت إدارة الهنشير إفشاله بانتداب عملة جدد.

- وكانت الإدارة قد استنجدت يوم 20 نوفمبر بالقوات الاستعمارية لإرغام العملة المضربين على استئناف العمل، لكن تدخل النواب النقابيين حال دون الاصطدام ذلك أنهم أرادوا تجنب تعقيد الوضع في انتظار اجتماع الحكومة للبت في اليوم الموالي أي يوم 21 نوفمبر الذي تحوّل من يوم لفضّ المشكلة إلى يوم مجزرة ستبقى على مرّ التاريخ شاهدًا على التضحيات التي قدّمها العمال التونسيون في سبيل الحق والكرامة والحرية والوطن. 

- وتبقى كلمة حشاد أثناء تشييع جنازات الشهداء العمال من أبرز ما يضيء تاريخنا المجيد حيث قال: "إنه يظهر للملإ أن ضحايانا سيُوارون التراب ولكن خبرهم أصبح في كل مكان".

# أسامة الراعي # من صفحته # حتى لا ننسى#