دعم السينما ليس رفاهية وإنما تنمية ثقافية- إجتماعية توفر فرص تشغيل للمئات

الشعب نيوز/ حسني عبد الرحيم -
شركات الإنتاج السينمائي الخاصة في تونس تبلغ الآن 800 شركة تتنافس فيما بينها لدى إدارة الفنون السمعية والبصرية لتحصل على دعم لمشروعات إنتاج أفلام والميزانية الكاملة للدعم تبلغ خمسة ملايين دينار تونسي وبالطبيعة الحال هذا المبلغ لايكفي لإنتاج فيلم روائي واحد ولهذا يتوجه المنتجون لجهات أخرى للدعم منها المنظمات الثقافية الفرانكفونية وغيرها مع غياب كامل لمؤسسات الأعمال في هذا المجال.
معظم الأفلام المنتجة بتونس لاتحقق ربحية من خلال شباك التذاكر والإشهارات لأسباب متنوعة من بينها عدد السكان المحدود وإغلاق أغلبية دور العرض بسبب محدودية السوق العربي والدولي واللذان لاتوجد بهما أفلام تونسية سوى في المهرجانات والتى تعطي جوائز رمزية ..بينما المحطات التلڤزية التونسية تبث المسلسلات التركية والتي حازت في السنوات الأخيرة على السبق في المنافسة بعد تراجع المسلسلات المصرية والسورية فلا مجال لعرض الأفلام التونسية عبر تلك المحطات وخاصة أن أغلبها ناطقة بالدارجة التونسية.
لذلك فان آغلب الأفلام تبقى معروضة خلال أسبوعين على الأكثر وبقية العام تُغلق دور العرض او تؤجر لبرامج التكوين المسرحي والتى صارت الطريقة الجديدة لزيادة دخل العديد من الفنانيين الذي يعانون من شروط إقتصادية صعبة وخاصة من المحترفين الذين ليس لديهم وظائف قارة تسمح بألعيش الكريم.
خلال أيام قرطاچ السينمائية قامت مجموعة من المخرجين التونسيين المستقلين(حبيب المنستيري - سلمى بكار - إبراهيم لطيف وآخرين) بتوزيع بيان على السينمائيين والجمهور يوضح للكافة هذا المأزق الذي يعيق تنفيذ العديد من المشروعات السينمائية المكتملة والباقية في الأدراج والتى لن تتحقق إلا بتوفير تمويل كاف من الأجهزة الثقافية علما وان التمويل الشحيح الحالي يذهب لأطراف محددة ، بينما المنجز الثقافي السينمائي الوطني والذي تراكم خلال أكثر من نصف قرن مُهدد بالضياع!
دعم السينما ليس رفاهية وإنما تنمية ثقافية- إجتماعية بألإضافة إلى أنه يوفر فرص تشغيل لمئات من المبدعين والتقنيين ويحافظ على الثروة المتمثلة في دور العرض في العاصمة والتى تشكل متحف حي لذكريات و علاقات ولأحداث ثقافية وإجتماعية هامة على الأخص "الكوليزيه" و"الريو" والقاعات المغلقة في الضاحية الشمالية .
السينما هدف ثقافي إستراتيچي للقوة الناعمة في كل المجتمعات ..ليس بألخبز وحده يحيا الإنسان!


