آراء حرة

اتحادنا ولن نخذله

الشعب نيوز/ باقلام النقابيين* - أشعر بحزن عميق و بألم يعتصرني عندما ارى وأقرأ تدوينات في شكل سهام نارية حارقة تجاه منظمة الاتحاد العام التونسي للشغل و خاصة مكاتبه الوطنية و الجهوية و القطاعية و نصبت لهم حفلات شواء على قارعة الطريق ولا يخفى على أحد ان هذه المكاتب لم تنزل من السماء او استوردناها من الخارج و انما هي نتاج وحصيلة مؤتمرات قاعدية شاركت فيها كل الالوان القطاعية و السياسية.

إذن لماذا هذه الشراسة و العنف في نقد قادة المنظمة ؟ و لماذا تتعالى و تتسابق هذه الاصوات في سلخ الامين العام و مكتبه التنفيذي بشكل خاص ؟ الجواب فيه عدة جوانب برأيي:

✓ مترشحون فشلوا في الوصول إلى دفة القيادة محليا و جهويا و وطنيا و يريدون البروز كمنقذين للمنظمة و هم لم ينقذوا انفسهم عندما كانوا قيادات.

✓ هدايا مجانية للسلطة لترضى عنهم و تمنّ عليهم ببعض الفتات كرئيس مصلحة او معتمد أو وزير بالنسبة " للكبارات."

✓ عداء تاريخي للمنظمة و ركوب لموجة للاطاحة بها لانها منظمة تدافع و بشراسة عن المؤسسات العمومية التي بناها التونسيون بعرقهم و جهدهم منذ تخلي الاستعمار عن التواجد المباشر،

بالمختصر المفيد أقول لهؤلاء ان الاتحاد لا ينكل بكم، الاتحاد لا يسلخكم بالارتفاع الجنوني للاسعار و الضرائب و الاتاوات بعناوين و أخرى بدون ( اداءات التلفزة و التطهير و الطوابع الجبائية... )، الاتحاد لا يلتف على مكتسباتكم، الاتحاد يدافع على منخرطيه بالطرق و الوسائل التي ترتئيها سلطات قراره التي نختلف معاها في كثير من الأحيان و لكننا و حفاظا على الادنى المشترك لديمومة هذا الصرح و هذه الخيمة التي نستظل تحتها زمن الهزات.

إذن لكل عاقل و ذي بصيرة يجب أن ينقد السلطة التي تفقرنا و تلتف على مكتسباتنا و ترفع شعارات غير قادرة على تنفيذها مثل محاربة الفساد و مواجهة مافيات الاستيراد و الصفقات العمومية المشبوهة في كل القطاعات من مؤسسات تربوية و صحية ( المستشفى التخصصي بقفصة و في القيروان) و طرقات وطنية و جهوية و محلية .

منظمة الاتحاد العام التونسي للشغل ليست فندقا نغادره عندما تسوء خدماته. ان المنظمة لم تجبر احدا على الانخراط فيها فإذا لم ترق لك قراراتها أو قياداتها ماعليك سوى الانتقال الى تشكيل نقابي آخر أو تكوين نقابة خاصة بك.

هذا الكلام ليس دفاعا على أحد و انما غيرة على هذا الصرح الاجتماعي الذي كثر العواء حوله للنيل منه و تصفيته خدمة لاجندات رأس المال المتوحش.

* محسن عبدالله، أستاذ تعليم ثانوي