عشية مؤتمر اتحاد الكتاب التونسيين يوم 21 ديسمبر بالقيروان : عريضة يقودها عضو اتحاد الكتاب التونسيين المستقيل الدكتور فريد العليبي

بقلم الدكتور فريد العليبي - العريضة الوطنية للكاتبات والكتّاب التونسيين.
نحن المُمضين أسفله، أعضاء اتحاد الكتّاب التونسيين، نؤكّد اعتزازنا بانتمائنا إلى هذا البيت الثقافي الذي أُسّس ليكون فضاءً للحرية والإبداع والدفاع عن القيم الفكرية النبيلة.
وإذ نتابع الإعلان عن عقد المؤتمر الوطني للاتحاد يوم 21 ديسمبر 2025 الجاري، الصادر عن هيئة انتهت مدة نيابتها، فإننا ننبّه إلى أنّ هذا الإعلان جاء في سياق يفتقر إلى الحدّ الأدنى من شروط التنظيم ووضوح الرؤية، حيث لم تُوفَّر المستلزمات اللوجستية الضرورية، ولم يُفتح باب الترشحات أو يُعلَن عنه في الآجال القانونية، كما أحاطت بالمسار الانتخابي ملابسات وأسئلة مشروعة تمسّ من شفافيته ونزاهته.
وانطلاقًا من حرصنا على صون مصداقية اتحاد الكتّاب التونسيين، فإننا نعلن مقاطعتنا لهذا المؤتمر ونعتبر كل مخرجاته غير شرعية.
ونذكّر بأنّ المؤتمر الحادي والعشرين لاتحاد الكتّاب التونسيين انعقد يومي 18 و19 فيفري 2022، وكان من المفترض أن يُعقد المؤتمر الموالي بعد ثلاث سنوات، غير أنّه تأخّر عن موعده بما يقارب عشرة أشهر، وهو ما يترتّب عنه افتقار الهيئة المديرة الحالية إلى الشرعية و القانونية.
كما نلاحظ أنّ المؤتمرات السابقة كانت تمتدّ غالبًا على يومين، في حين سيدوم المؤتمر المزمع عقده يوما واحد فقط، وهو ما يثير تساؤلات مشروعة حول أسبابه، ويقود إلى الاستنتاج بأنّه مؤتمر صوري يُراد منه التصويت دون نقاش أو تقييم جدي، وتكون مهمته الأساسية المصادقة على تقارير هيئة مديرة غير شرعية، وانتخاب هيئة شبيهة بها، ضمانًا لاستمرار واقع بات فيه الاتحاد بعيدًا عن مصالح الكاتبات والكتّاب.
وما كان لهذا الوضع أن يستمرّ لولا تدهور المشهد الثقافي في تونس، والعجز عن تفعيل شعار الثورة الثقافية المرتبط بمطالب وانتظارات انتفاضة 17 ديسمبر 2010 الشعبية، فضلًا عن هيمنة تيار بيروقراطي داخل الهيئة المديرة لاتحاد الكتّاب، عمد إلى تهميش المنخرطين وإقصاء أعضاء وفروع، بما في ذلك أعضاء من الهيئة المديرة نفسها، في خرق صارخ لقوانين الاتحاد، إضافة إلى عدم انتظام عمل الهيئة المديرة، وتعطّل مجلات الاتحاد، واندثار دور نشره، وغياب الشفافية المالية.
وعليه، فإننا نطالب بـ:
1. تأجيل المؤتمر إلى موعد لاحق يتيح استكمال كل شروط نجاحه، ويضمن ديمقراطيته وجماهيريته واستقلاليته.
2. تكوين هيئة تسيير مؤقتة يتم التوافق على تركيبتها، يُعهد إليها الإعداد للمؤتمر القادم.
3. غلق الباب أمام كل التدخلات الخارجية التي تهدف إلى تحويل الاتحاد إلى مركز نفوذ لقوى تسعى إلى المساس بالسيادة الوطنية التونسية، عبر توظيف الساحة الثقافية واستعمال المال الثقافي.
4. دعوة جميع المنخرطات والمنخرطين، وكافة هياكل الاتحاد، إلى تغليب المصلحة الجماعية، بما يحفظ اتحاد الكتّاب التونسيين من كل ما قد يؤدي إلى تفككه أو انحلاله.


