وثائقي

محاكمات النقابيين / سوسة 003 : مطالب تأخير مرفوضة وآثار تعذيب واضحة

 

 

أثرت الحرارة الشديدة التي شهدتها مدينة سوسة وقاعة المحكمة الجنائية بها على أجواء الجلسة الاولى من محاكمة 101 نقابي من جهة سوسة اتهموا بالمسؤولية عن الاحداث التي شهدتها الجهة اثر الاضراب العام المنفذ يوم 26 جانفي 1978.

بدأها رئيس المحكمة ويناديه سكان سوسة بالشيخ يوسف بن يوسف بكلمة جاء فيها بالخصوص ان القضية المعروضة على انظار المحكمة الجنائية بسوسة من نوع خاص غير مألوف باعتبار موضوعها ومضمونها وباعتبار المركز الثقافي والاجتماعي والسياسي الذي يحتله بعض المتهمين الذين يزيد عددهم عن المائة لا سيما وان هذه القضية جاءت على اثر احداث أليمة عرفتها الدولة التونسية الفتية التي شقت طريقا شاسعا نحو المناعة والرقي والتحضر.

وأضاف الرئيس يقول ان المحكمة مقرة العزم عل استقصاء الاحداث بكل صبر وروية وعلى النظر في المسؤوليات بكل دقة وتثبت وعلى فتح المجال للسان الاتهام وللسان الدفاع حتى يبدي كلاهما ما يراه صالحا من وجهات نظره.

وناشد رئيس المحكمة لسان الاتهام والمحامين المكلفين بالدفاع عن المتهمين بان يسيطروا على عواطفهم وان يراعوا حرمة القانون ويعمدوا الى الرفع من كلمة الحق في ظل القانون وبذلك يكون التعاون موجودا بين كل الاطراف وتسهل سبل الوصول الى انارة الحقيقة وإقامة العدل.

وفي نهاية كلمته قال رئيس المحكمة انه مقتنع والهيئة التي انتصبت للقضاء معه بانهم سيجدون التجاوب المنشود من ممثلي النيابة والمتهمين والمحامين.

هنا طالب احد المحامين نيابة عن زملائه بتأخير القضية الى جلسة تعينها حتى تمكن لسان الدفاع من الاطلاع على تفاصيلها وجزئياتها من خلال اوراقها وقرار دائرة الاتهام وفي رده قال الرئيس ان الجلسة الافتتاحية مقتصرة على تلاوة تقرير دائرة الاتهام.

كما تدخل  الاستاذ بوبكر قائلا إن هناك ناحية لم يقع الانتباه اليها سواء من طرف حاكم التحقيق او دائرة الاتهام وهي المحجوز، وبما ان التهمة الموجهة للمتهمين هي تحريض السكان على الاقتتال او ـ اشعال حرب اهلية ـ فاين المحجوز اذن وإظهارا للحقيقة اطلب الاذن بإحضار المحجوز. من جهته أيضا تدخل الاستاذ ساسي بن حليمة طالبا تأخير القضية وإحضار المحجوز وهو آلة الجريمة ليمكن كل متهم من الاجابة عن المحجوز بلا او نعم.

اما الاستاذ بن سالم فقد قدم شهادة طبية تفيد ان منوبه اصيب بحالة هستيرية ورئوية وهناك اثار «زرقة» قال ان سببها حرقة بغليون «بيبا».

اجابه رئيس المحكمة : ان حالة منوبه ستتبين من خلال الاستنطاق والاستجواب.