وثائقي

محاكمات النقابيين سوسة 010: أسلحة ؟ هذه قطعة من الصرافة وهذا عكاز احد النقابيين وهذه سيوف مسرح اللجنة الثقافية

 نواصل متابعة تفاصيل محاكمة النقابيين في سوسة سنة 1978 وتحديدا استنطاق الكتب العام الحبيب بن عاشور. وفي هذا الفصل يدقق الحبيب عاشور في المحجوزات المعروضة في قاعة المحكمة. وكم كانت مفاجئة للجميع ان المحجوزات تمثلت في بقايا كراسي وطاولات وبعض من الآجر.
ـ الرئيس (مخاطبا بن عاشور) حدثتنا في البداية بشيء من التأثر عن الهراوات وقلت في البحث: «انتزعناها من المرتزقة».
ـ بن عاشور: لقد اراني السيد حاكم التحقيق صورا لا غير ولم ار ما هو موجود امامي الان (يقصد المحجوز) هذه الهراوات انتزعت  من الذين جاؤوا واعتدوا على مقر الاتحاد وعلى الاشخاص وانا استغرب لماذا هي ليست موجودة امامكم
ـ تدخل المحامي الاستاذ احمد شطورو فقال: ان  حاكم التحقيق كشف لمنوبي صورا لا غير
ـ الرئيس: (مخاطبا بن عاشور) هل لك ان تعرفنا بهذه المحجوزات؟
ـ بن عاشور: (يقف امام الطاولة التي وضعت عليها المحجوزات ويأخذ منها القطعة الاولى وهي عمود خشبي ويعرضه امام الحاضرين) ويقول: هذه قطعة من «الصرافة» ـ السلم ـ  التي كانت بالاتحاد والتي تركتها قائمة الذات لاعيب فيها عندما وقع ايقافي وها انا الان اجدها مفككة.
ـ الرئيس (مقاطعا): لا تأخذها ولا تعرضها هكذا وانما اشر اليها باصبعك.
ـ بن عاشور (يواصل العملية) وهذه قضبان حديدية لتمرير خيوط التيار الكهربائي وهذه قدم طاولة كانت في مقر الاتحاد وكسرها انصار لجنة التنسيق.
ـ الرئيس (مقاطعا) : اشر باصبعك فقط!
ـ وهنا تدخل احد المحامين وقال: بودنا ان نرى المحجوزات قطعة قطعة.
ـ بن عاشور: (يواصل نفس العملية): وهذا «عكاز»  احد النقابيين والاخوان يعرفونه جيدا لكن هذه السيوف؟؟ ماذا تفعل هنا هذه السيوف القديمة (قالها بحماس كبير) انا اطالب بشهادة عبد الحفيظ بوراوي (مسؤول اللجنة الثقافية آنذاك) واقول لكم انها لم تعرض في مهرجان اوسو لهذه السنة وهذا هو العمود الذي نثبت فيه العلم.
ـ الرئيس: ماذا تُلاحظ في هذه المحجوزات؟
ـ بن عاشور: اشياء مكسرة من طرف الميليشيا فهل هذا سلاح؟ (يرفع قطعة طاولة) اما هذا سيدي الرئيس فهو عمود (قضيب حديدي طوله متران تقريبا) يستعمله اهل المسرح لتدوير الركح.
ـ الرئيس: ماهو التابع منها للاتحاد؟
ـ بن عاشور: الجفال
ـ الرئيس: والمسدسات؟
ـ بن عاشور: ليس لي اي علم بها؟ والاتحاد لا يملك اي نوع من الاسلحة سوى مسدس واحد وجده عبد الحميد فرحات في دارالثقافة ومعه خراطيش فارغة واله قيس.
ـ الرئيس: وهذا المسدس؟ (مسدس صغير الحجم)
ـ بن عاشور: هذا؟ ان هذا المسدس يصلح لان يلعب به ابني نبيل!
ـ الرئيس: وهذا المسدس الآخر؟
ـ بن عاشور: لا اعرفه بتاتا واطالب باحضار الصور التي عرضت علي اثناء البحث الاول
 تدخل المحامي الاستاذ شطورو وطالب باحضار الصور.
ـ الرئيس: هل اعطيت اموالا لشراء ماء الفرق قصد رشه على الغير؟
ـ بن عاشور: من المستحيل ان يكون قد وقع هذا وغاية ما في الامر ان قوارير الجافال وماء الفرق اشتريناها من المغازة العامة بتونس مقابل وصل وذلك للتنظيف لا غير ولو كنا على سوء نية لقمنا بتهشيمها او اراقة مائها قبل القاء القبض علينا.
ـ الرئيس: هل اذنت باشتراء البنزين لصنع المتفجرات؟
ـ بن عاشور: يستحيل ان نكون فعلنا هذا فما الغاية من صنع المتفجرات؟ وانا اطلب منكم مدّي ولو بوصل واحد اكون قد امضيته لغاية صنع المتفجرات.
ـ الرئيس: بعض الشهود يقولون انك صاحب فكرة المتفجرات وانك كلفت بها شخصا عمل سابقا في الجيش.
ـ بن عاشور: لم اعط اي اذن من هذا النوع لاي شخص كان وما هذا الا محض خيال والدليل ان التجارب المزعومة لم تحدث دويا او اهتزازا ولم يسمعها الجيران علما بان كل انفجار يحدث دويا من ذلك انفجار معمل منوبة ـ مثلا ـ الذي اسقط عددا من المنازل .
ـ الرئيس: تقول في البحث انك لما عدت يوم 22 جانفي من تونس الى سوسة وجدت منيرة جمال الدين ساهرة للحراسة.
ـ بن عاشور: منيرة لم تكن في يوم من الايام مكلفة بالحراسة وهي بريئة من هذا .
ـ الرئيس: وحافظ قمعون ومحمد بن عايشة؟
ـ بن عاشور: لا هذا ولا ذاك ولم تكن في الاتحاد حراسة ولا رئيس ولا مرؤوس وانّما تطوع تلقائي لحماية مكتسبات الاتحاد اما السلاسل المتحدث عنها فقد كنا نستعملها لغلق ابواب دار الاتحاد.
ـ الرئيس: والاجر (الياجور) ماذا فعلتم به؟
ـ بن عاشور: لم يقع استعمال الاجر لاي غرض كان عدا البناء والجميع يشهد ان اشغالا كانت جارية بدار الاتحاد لكن بعد صبر طويل اعطيت تعليماتي للتصدي لكل من يدعي أنّه مليشيا انا اعرفهم فردا فردا ومنهم من هو موجود في القاعة الان.
ـ الرئيس: هل اذنت بشراء البارود؟
ـ بن عاشور: يستحيل

(يتبع)

(الصورة المرافقة للمحامي الاستاذ أحمد شطورو (رحمه الله)