وطني

الامين العام.." اتّفاق منطقة التّبادل الحرّ بالقارّة الإفريقية له عدة ايجابيات لكن يجب الحذر من تداعياته ومخاطره "

قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل انه في إطار اتّفاق منطقة التّبادل الحرّ بالقارّة الإفريقية، تمثّل أزمة كوفيد-19 فرصة للقطع مع أساليب الإنتاج الكلاسيكية الملوّثة والمضيّ نحو رقمنة الطّاقة والدّفع الفعلي نحو السّيادة الرّقمية والاستغلال الأمثل للّثروات الطّبيعية والباطنية الهائلة للقارّة وخاصّة تثمين رأس المال البشري والشّباب الإفريقي من خلال تعزيز قدراته عبر سياسات تنموية تعتمد على برامج تعليمية وتكوينية متطوّرة والانفتاح الثّقافي والاندماج.

واضافا انه في المقابل فإنّ الأزمة الوبائية ترفع جملة من التّحديات تتعلّق بتغيير وشيك في النّظام التّجاري الدّولي من خلال تحويل سلاسل التّموين العالمية إلى دول أخرى، وإلى احتداد أزمة المديونية بل وظهور أنماط جديدة للتّداين علاوة على الرّقمنة والتّغيير المناخي بما سيشكّل خارطة جيواستراتيجية جديدة متعدّدة الأبعاد.

واعتبر انّ رفع مختلف التّحديات المذكورة سلفا والمتزامنة مع الأزمة الوبائية والمعالجة النّاجعة للمشاكل الهيكلية في القارّة الإفريقية ورصّ الصّفوف والرّؤية المشتركة والاستراتيجية وتعزيز التّضامن سيجعل من اتّفاق منطقة التّبادل الحرّ بالقارّة الإفريقية رافدا قادرا على رفع نسبة النّموّ على نحو مستدام وتحسين الأجور والإنتاجية والحدّ من الفقر والتّرفيع في المداخيل الاقتصادية الحقيقية والحصّة الإفريقية من التّجارة العالمية والدّفع نحو الابتكار، لكن مع ضرورة الحذر التّام من التّداعيات المرتقبة للاتّفاق في غياب التّحضير المسبق  وتنسيق الأنظمة القانونية والمؤسّساتية وتذليل العقبات اللّوجيستية، لا سيما وأنّ أغلب التّجارب المقارنة على الصّعيد الدّولي أثبتت وجود مخاطر نظامية فعلية للتّبادل الحرّ خاصّة على الصّعيدين الاجتماعي والتّنموي في المدى القريب والمتوسّط والبعيد تمسّ من مواطن الشّغل وسياسات توزيع المداخيل وتعمّق التّباينات الهيكلية بين المرأة والرّجل والفوارق التّنموية على الأصعدة الجهوية والحضرية والرّيفية إضافة إلى انعكاسات سلبية بيئية وطاقية وإمكانية تفاقم التّغيير المناخي وارتفاع منسوب الهجرة في كلّ أبعادها بما يزيد من تغوّل الاقتصاد غير المنظّم.