وثائقي

محاكمات النقابيين / سوسة 014 : ألصادق قديسة وحافظ قمعون بنفس الحماس والشجاعة

نواصل كشف أطوار محاكمة نقابيي جهة سوسة على اثر احداث 26 جانفي 1978 التي حصلت بمناسبة الاضراب العام الذي تقرر دفاعا عن استقلالية الاتحاد. فبعد الكاتب العام ، نتابع استجواب بقية النقابيين وفي مقدمتهم أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي

٭  الصادق بن حسن قديسة.(الثاني على يمين الصورة الى جانب الحبيب عاشور فصالح الشلي ومصطفى الغربي يسار الصورة وعبدالحميد شماخية على يمينها)

 الرئيس: مهنتك

قديسة: متقاعد منذ عام 1977 وعضو في المكتب الجهوي للاتحاد.

الرئيس: قلت لدى الباحث الاول ان الحبيب بن عاشور كان حريصا على ان يقع اضراب.

قديسة: لم اقل ذلك وما سجل علي لدى الشرطة كان تحت الاكراه.

الرئيس: شهود يقولون انك كنت تجلب العمال وتحرضهم على الاضراب.

قديسة: هذا غير  صحيح البتة واتحدى ان تكافحوني بهؤلاء الشهود.

الرئيس: يبدو انك شاركت في تحرير لائحة اقتصادية

قديسة: لا علم لي بها

الرئيس: هل كنت تنظم الاضرابات؟

قديسة: اني عشت 7 سنوات مع حشاد

الرئيس: (مقاطعا):

لا لزوم للرجوع للتاريخ انك قلت ايضا انك ذهبت قبل الاضراب العام الى تونس رفقة عدد من اعضاء الاتحاد الجهوي وتقابلتم مع الحبيب عاشور فماذا قلتم له؟

 قديسة: نبهناه الى ان هناك استفزازات وطلبناه ما الحل.

٭ تدخل لسان الدفاع: اؤكد لكم ان المنوب لم يتناول في تلك المقابلة اي موضوع سياسي.

قديسة: بالمناسبة اضيف الى علم جناب المحكمة ان وسام الاستقلال الذي منحه لي الرئيس قد اخذوه مني وكسروه بالإضافة الي اني بقيت بالمستشفى حوالي شهرين وانا الان اعيش برئة واحدة.

لسان الدفاع: هل فكر المنوب في الاستقالة من الحزب؟

قديسة : لم ولن افكر في ذلك اذ اني من الرعيل الاول الذي اسس الحزب

لسان الدفاع: لقد وقع الاعتداء على حرمة المنوب والعديد من امثاله.

الرئيس: اعلم الجميع ان العدالة فوق كل سلطان واليوم فقط حكم في الجناحي على عون شرطة بأربعة اشهر سجنا بتهمة الاعتداء على حرمة مواطن.

٭ حافظ قمعون(على يسار الصورة في ضيافة معهد علي بورقيبة باكودة)

حافظ: استاذ رياضة وعضو بالاتحاد الجهوي

الرئيس: هل حضرت قبل الاضراب العام في اجتماع مع خير الدين الصالحي وحسين بن قدور؟(أعضاء المكتب التنفيذي الوطني آنذاك)

حافظ: حضرت، وكان الاثنان يدعوان الى الاضراب العام بناء على قرار الهيئة الادارية للاتحاد على انهما نبها الى ضرورة ان يكون الاضراب سلميا وبدون اي عنف.

الرئيس: هل علمت بمحاولة اغتيال الحبيب عاشور؟

حافظ: علمت بها ككل الناس قبيل اضراب يوم 9 نوفمبر.

الرئيس: على ذكر هذا الاضراب ما رأيك فيه؟

ـ حافظ: لقد كانت أسبابه متعددة منها المضايقات التي وقع شنها علي النقابيين في المؤسسات فنتج عن ذلك ان العمال اصبحوا يأتون للاتحاد بكثرة للوقوف ضد هذه الاستفزازات.

ـ الرئيس: هل كنت حاضرا في الاجتماع الجهوي الذي إلتأم حول الاضراب العام؟

ـ حافظ: لم أكن حاضرا، وعلمت ان 118 مسؤولا قد حضروه ووافقوا كلهم بالاجماع على الاضراب العام، وبالمناسبة اعلمكم اني لست عاشوريا وانما اقدّر الحبيب عاشور لعمله النقابي فقط.

ـ الرئيس: وهل علمت أن الشخص المتهم بمحاولة الاغتيال كان موقوفا؟

ـ حافظ: علمت بذلك وعلى كلّ حال انا أقف ضدّ كل عمل إرهابي وقد كنا بعثنا برقيّة إستنكار ضدّ محاول اغتيال الوزير الاول.

ـ الرئيس: هل شاهدت الاضرار التي حصلت يوم 9 نوفمبر؟

ـ حافظ: كل مواطن يحز في نفسه ان تقع اضرار للمواطنين أو للأملاك اني ضدّ التخريب وضدّ الاستفزاز أيضا.

ـ الرئيس: سألتك بوضوح عن حجم الأضرار؟

ـ حافظ: أعتقد أنها كانت أكثر لولا وقفة النقابيين الحازمة.

ـ الرئيس: هل توقعتم ان يكون يوم 26 جانفي يوما أسود في البلاد؟

ـ حافظ: قلت ان ابغض شيء عندي هو العنف.

ـ الرئيس: لاحظت للباحث الاول ان هناك مسؤولين يعتبرونك من المتطرفين؟

ـ حافظ: أبدا،، فقد وقع تلفيق في هذا الصدد.

ـ الرئيس: كم عدد الحراس الذين كانوا يحرسون دار الإتحاد؟

ـ حافظ: 5 على ما أذكر

ـ الرئيس: ماهي وسائلهم؟

ـ حافظ ـ عصى، وقد حوصرت دار الاتحاد حصارا شديدا ليلة الاضراب العام فلم أتمكن من العودة الى البيت.

ـ الرئيس: من منعك؟

ـ حافظ: احتشدت أمام دار الإتحاد جماعات من المدنيين المسلحين لم يسبق لي أن عرفتهم ، هناك من قال أنهم  من الميليشيا الحزبية ويقول آخرون أنهم من عملة الميناء.

ـ الرئيس: ماهي الاسلحة التي شاهدتها في دار الاتحاد؟

ـ حافظ: شاهدت قضيبين وقارورتين.

ـ الرئيس: وقعت في تلك الاثناء مكالمة هاتفيّة بين الحبيب بن عاشور والمعتمد الاول فماذا كان محتواها؟

ـ حافظ: بن عاشور كان متحمسا للدفاع عن كرامة الاتحاد ودعا للعمل على فكّ الحصار على دار الاتحاد.

ـ الرئيس: هل شاهدت أن أحد الحاضرين استعمل قارورة ماء فرق؟

ـ حافظ: سمعت فقط وكانت صدمة بالنسبة لي لأني ضد الاعمال الوحشيّة.

ـ الرئيس: ما قصة الزيارات التي كانت تزعجك بالمنزل؟

ـ حافظ: كانوا طوال الليل يدقون باب المنزل ثم يهربون وبقيت أنا والعائلة عائشين على الاعصاب فشكوت أمرى الى الشرطة.