وثائقي

محاكمات النقابيين / سوسة 017 : مازلت أحمل آثار التعذيب وكل تصريحاتي للشرطة تمت تحت الاكراه

صفحة جديدة من صفحات النضال والالتزام والانتصار للاتحاد العام التونسي للشغل نكتشفها من خلال محاكمة النقابيين في جهة سوسة اثر الاحداث الاليمة التي اعقبت اضراب 26 جانفي 1978. في الفصل الموالي نكتشف صمود الاخ علي بن صالح الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الابتدائي واصراره على التمسك بموقفه في الدفاع عن المنظمة.

 

- الرئيس : ما وظيفتك ومهمتك النقابية.
ـ بن صالح: معلّم الكاتب العام الجهوي لنقابة التعليم الابتدائي.
ـ الرئيس: هل ررت منشورا لرجال التعليم تحرضهم فيه على إضراب يوم 9 نوفمبر.
ـ بن صالح: بحكم مسؤوليتي النقابية انني مدعو لأحمي القاعدة واحمي مقررات المنظمة الشغيلة ساهمت في اعداد هذا المشروع في اجتماع الهيئة الجهوية الموسعة التي قررت هذا الاضراب ولا بد طبعا ان اكون منضبطا لهذا القرار وقد حرر المنشور المذكور بصفة جماعية ساهم فيها اعضاء لجنة كاملة كان من بينها اناس مازالوا احرارا بل وفيهم من مازال مسؤولا نقابيا.
ـ الرئيس: هل كانت هناك مبررات لهذا الاضراب؟
ـ بن صالح: ان الهيئة الجهوية هي هيكل ديمقراطي واللوائح التي تصدرها تلزمنا وقد كانت لجنة التنسيق حررت بدورها منشورات معاكسة تندد فيها بقرارات الهيئة الجهوية.
ـ الرئيس: انزلقت عن الموضوع.
ـ بن صالح: هذا هو الصحيح ولقد قامت قيامة لجنة التنسيق لان الاتحاد الجهوي ندد بتدخل الجيش في أحداث قصر هلال.
ـ الرئيس: ضد من تدخل الجيش؟
ـ بن صالح: ضدّ عمال ارادوا التعبير عن رأيهم وحرية التعبير عن الرأي حرية مقدّسة ينبغي احترامها ويضمنها دستور البلاد.
ـ  الرئيس: انبهك ثانية إنّك انسلخت عن صلب الموضوع.
ـ بن صالح:  أنا لا أقول الا الحقيقة ولو كانت مرة، اني اريد أنارة العدالة وان لجنة التنسيق اتهمتنا بأننا فوضويون ومنحرفون ومتطرفون، وعلى ذكر التطرف انني أطلب من المحكمة ان تفسر لنا معناه لأني لا أفهمه.
ـ الرئيس: المحكمة ليست في قفص الإتهام حتى تلقي عليها سؤالا من هذا القبيل وأنت مثقف ولا بد أن تعرف مدلول التطرف.
ـ بن صالح: لا أعرفه
ـ الرئيس: المحكمة لم تختلق هذه اللفظة بل هي جاءت على لسان بعض زملائك الذين وصفوك بها.
ـ بن صالح: على كل فان اضراب يوم 9 نوفمبر كان للاحتجاج على أمرين اثنين هما:
1) استفزازات لجنة التنسيق 
2) التهديد بقتل الأمين العام للإتحاد.
ـ الرئيس: على ذكر التهديد هل علمت به؟
ـ بن صالح: علمت به في هيئة ادارية لنقابة التعليم الابتدائى وأنا ضدّ التهديد وضد الاختطاف.
ـ الرئيس: من اختطف؟
ـ بن صالح: صحيح ان الشخص الذي هدّد أحيل على العدالة ولكن من كان يضمن في عدم وجود اشخاص اخرين يمكن ان يبعثوا للتقبيل والتهديد والاختطاف، إذن فأنا احتج على بادرة التخريب والتهديد والوعيد.
ـ الرئيس: لم تجب عن السؤال، قلت لك من وقع اختطافه حتى تتحدث عن الاختطاف.
ـ بن صالح: وقع في 24 جانفي.
ـ الرئيس: لم نصل بعد الى 24 جانفي (ثم واصل) على كل هل علمت ايضا باللائحة التي طعنت في سياسة الدولة الاقتصادية والاجتماعية؟
ـ بن صالح: لم تكن لائحة بل كلمة جهة سوسة تليت في المجلس القومي للاتحاد المنعقد يوم 8 جانفي وهي تعبر عن رأي نقابي ولاية سوسة.
ـ الرئيس: هل ساهمت في تحريرها؟
ـ بن صالح: كامل الهيئة الجهوية اجتمعت ليالي طويلة واسفر النقاش عن تحرير الكلمة من طرف لجنة كان رئيسها صالح الفريقي الذي هو حاليا مازال يضطلع بالمسؤولية النقابية بالجهة، واني مستغرب شديد الاستغراب كيف انا ماثل امام المحكمة فتسألني عن هذه اللائحة بينما ينعم رئيس اللجنة التي اعدتها بالحرية المطلقة.
ـ الرئيس: وبخصوص قوارير ماء الفرق والعصي والبقية.
ـ بن صالح: لا علم لي بها البتّة
ـ الرئيس: قلتها في البحث 
ـ بن صالح: يجب اهمال البحث لانه وقع في ظروف قاسية إذ أن الشرطة كانت تبحثني اثناء الليل واطراف النهار وفي كل لحظة، وكان يحيط به من 10 الى 15 عونا للضغط علي واني استغرب ايضا كيف ان المحكمة تأخذ بحث الشرطة بعين الاعتبار وقد انكرت هذا البحث تماما أمام حاكم التحقيق، ومازالت احمل أثار التعذيب.
ـ الرئيس: إذن تصريحاتك لدى الشرطة كانت تحت الاكراه.
ـ بن صالح: باي حال لا يجب اعتبارها.
ـ الرئيس: هل استعملت الابواق بدار الاحاد يوم 26 جانفي؟
ـ بن صالح: وهل في ذلك جريمة خاصة واني مسؤول نقابي؟
ــ الرئيس: انك استعملتها للحث على عدم التراجع في الاضراب.
ـ بن صالح: المهمّ اننا استفقنا صباح 26 جانفي فوجدنا أنفسنا محاصرين بدار الاتحاد، والهاتف مقطوع، ومن يريد ان يدخل للدار يتركونه يدخل ومن يريد ان يخرج يحملونه مباشرة الى مركز الشرطة كنا بمثابة فئران في مصيدة، أي أننا كنا في وضع لا نحسد عليه، وبهذا الشكل كان من الطبيعي ان نعقد اجتماعا للبحث في هذا الوضع وقد أكون استعملت الابواق وقد لا أكون، لا اذكر وعلى أية حال فانا لا يمكن ان تسألوني عن كلام قلته في الاجتماع بوصفي مسؤولا نقابيا.
ـ الرئيس: ربما دعوت للتخريب وللقتل.
ـ بن صالح: أبدا، انما بحثنا في أمر الحصار الذي ضرب على دار الاتحاد الذي هو منظمة شرعية (كان متحمسا ويضرب الطاولة أمامه بعنف فدعاه الرئيس الى إحترام المحكمة فرجاه ان لا يلومه لانه متأثرا جدا).
ـ الرئيس: بصفتك مسؤولا نقابيا هل سعيت بشكل ما الى قلب حكم النظام في البلاد؟
ـ بن صالح: اني لم أفكر في هذا الامر ، لا بصفتي مسؤولا ولا بصفتي الشخصية، بل بالعكس انني وطني انبذ التطاحن والفتنة ولم يكن الاتحاد يوما ما عنصرا للتخريب، بل كان دائما داعية لاحترام حقوق الانسان والكرامة وحرمة القانون.
ـ الرئيس: هل عندك ملاحظة اخرى؟
ـ بن صالح: اني استغرب لماذا لم يسألوني عن أسباب 26 جانفي.
ـ الرئيس: وهل لم تسألك المحكمة؟
ـ بن صالح: لا أذكر (ثم واصل): يجب ارجاع احداث 26 جانفي للاستفزازات التي قامت بها بعض الهياكل والوسائل الاعلامية وهذا يحز في نفس النقابيين.
ـ الرئيس: هل حز في نفسك تدخل عبد الرزاق غربال في المجلس القومي؟
ـ بن صالح: لست ملزما بتدخل اي كان، بل ملزم بقرارات المجلس التي يوافق عليها الجميع.
ـ الرئيس: هل تتبنى كلمة غربال؟
ـ بن صالح: لا أجيب، وأضاف: عندما احتفلنا بذكرى تأسيس الإتحاد يوم 20 جانفي وقع علينا هجوم فجرح من جرح ونقل البعض الى المستشفى ولم تتدخل الشرطة كبل انت تتفرج وآنذاك لم أكن اعرف الشرطة.، اما الان فقد عرفتها وعرفت كم كانت تكن لنا من محبة (ضحك في القاعة) ثم لما أشار بن صالح الى حادثة  اختطاف زميل له يعمل ملعما ويدعى الهادي بوراوي وقعت جلبه في القاعة فطلب رئيس المحكمة من النيابة العمومية ان تقول ما ترى بخصوص سير الاشغال فأوصت النيابة بتطبيق القانون.
ـ الرئيس لبن صالح: وهل أشتكى زميلك المختطف؟
ـ بن صالح: نعم
تدخل الاستاذ رضا محرصية وتوجه للمحكمة: انني احتج على السؤال الذي وجهته المحكمة للمنوب بخصوص سعيه الى قلب نظام الحكم في البلاد هذه تهمة خطيرة ليست واردة ولذا ألح على حذف هذا السؤال من المحضر.
ـ الرئيس: المحكمة تأذن بتسجيل تدخل الاستاذ محرصية الذي عليه ان يطلع على قرار الاتهام.
ـ الاستاذ محرصية: ليس في هذا القرار شيء من هذا.