"أمّا بعد !" مجموعة قصصيّة من تأليف شابات وشبّان من منطقة الكرم الغربي
تمّ تأطيرهم في ورشة كتابة ضمن برنامج النشاطات الفنيّة لجمعية مبدعون
في إطار الأنشطة الفنّية وبرنامج الإيقاظ الاجتماعي نظّمت جمعيّة مبدعون في الكرم ورشة كتابة للشباب. تميز أربعة شابات وشبّان وهم خديجة كوكي وإيناس جفالي وحسام بن شعبان وحسام الرياحي بمواهبهم وتمكنوا من تأليف مجموعة قصصيّة بعنوان:
" أمَّا بعد؟"، وكان ذلك تحت إشراف الروائي والمؤطّر أمين الحسيني وقد تمّ نشرها مع دار نقوش عربية للنشر.
ويتنزّل مشروع "ورشة الكتابة" الذي بعثته جمعيّة مبدعون أثناء فترة الحظر الصّحيّ الشّامل خلال الموجة الأولى لوباء كورونا المستجدّ، ضمن برنامج عمل فنّي متكامل عن بعد على غرار المسرح والرقص والصوت والإيقاع وأجناس فنيّة أخرى، وذلك حرصاً منها على الإحاطة بمنظوريها من شابات وشباب منطقة الكرم الغربي، وقدّ تُوّجت مجهودات الورشة بكتاب جماعيّ يضمّ مجموعة قصصيّة لثلّة من المشاركات والمشاركين الذين خاضوا في مواضيع مختلفة، ونجحوا في اختراق البنى الثّقافيّة المغلقة موظّفين في ذلك كلّ ما اكتسبوا من أساليب قصصيّة، وسعوا لاستنطاق المسكوت عنه كالسلوكيات المحفوفة بالمخاطر والاغتصاب وصولا إلى اغتراب الإنسان المعاصر عن بيئته الاجتماعية.
فقد تناولت خديجة الكوكي موضوع اغتراب الذّات المرهقة عن العالم الخارجي، عبر طرحها لثنائية الحقيقي/النسبي، المعنى/اللامعنى، الحياة/الموت.
وحاولت إيناس الجّفالي أن تبرز أنّ إرادة الإنسان قادرة على مواجهة الظروف المسلّطة على الفرد والنأي بنفسه عن منطق الضحيّة والانهزامية، في حين اشتغل حسام الدّين بن شعبان على هاجس المثقّف المعاصر والمتمثّل في قضيّة الاغتراب الدّاخلي/الخارجي، وقدّ نجح إلى حدّ ما في زجّنا في حالة قلق الشّخصيّة المحوريّة للنصّ، اما حسام الرّياحي فقد تطرق الى ظاهرة اجتماعية منتشرة في الأوساط الشعبية، وتتمثّل في السلوكات المحفوفة بالمخاطر التي يُقدم على فعلها المراهقون، وقد وضّح بعض الأسباب الكامنة التي قدّ تتسبّب في مثل هذه المشكلات الاجتماعية.
وتسعى جمعية مبدعون إلى الإحاطة بالشباب ليصبحوا قادة الديمقراطيّة الناشئة في تونس وليشاركوا في إرسائها بطريقة إبداعيّة وسلميّة. وقد عُرف عن جمعية مبدعون خبرتها المحلية الميدانية ومرافقتها على مختلف الأصعدة للشباب القاطن بمنطقة الكرم الغربي، وهي من الأحياء الشعبية الموجودة في الضاحية الشمالية والموصومة بالعنف وبكونها تحتضن أفراداً ينتمون إلى تنظيم أنصار الشريعة.
وللتذكير فقد انجزت جمعية مبدعون دراسة علمية تحت عنوان "المراهقون في الكرم الغربي: سبع سنوات بعد ثورة 14 جانفي؟" قام بها أكاديميون مختصون في علم الاجتماع من جامعة تونس، وقد خلصت هذه الدراسة إلى تحديد الأسباب الكامنة وراء التطرّف العنيف، كما قدّمت أيضاً جملة من التوصيات العمليّة التي بإمكانها الحدّ من هذه الظواهر.
الخشناوي