وطني

الأمين العام يحذر .." لن نخضع للابتزاز ولا للمساومة وحذار من تحويل البلاد الى غنيمة "

عبر الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي في كلمته عن استهجان استهجان يعاينه اليوم مناضلات ومناضلو الاتحاد من الانفلات العام الذي أصبحت عليه البلاد، والمساعي المحمومة لِوَأْدِ الاستحقاقات الاجتماعية، وما تتعرّض له منظّمتهم العريقة من حملات تشويه وشيطنة وتطاول على رموزها من طرف بعض الحاقدين الجاحدين الذين استكثروا عليهم حبّهم لوطنهم ولشعبهم وإيمانهم بدورهم في الذّود عن قيم الجمهورية المدنية، وغاظهم شغفهم بالحرية وحبّهم للحياة وانحيازهم لسلطان العقل والقانون وتشبّثهم باستقلالية قرارهم وانتصارهم لمبادئ العمل النقابي المستقلّ ولحقوق الإنسان. وإزاء ما يحدث نبه الأمين العام وحذر من خطورة مثل هذه الممارسات اليائسة.

وقال في هذا الخصوص.."حذار من توظيف الوضع الاستثنائي لتحويل البلاد إلى غنيمة يستبيحها الجشعون وسماسرة الموت ممن يسبّقون الأرباح على الأرواح.

حذار من حشر الإدارة في التجاذبات السياسية والتوظيفات الحزبية وإخضاعها لولاءات تمنعها من تقديم خدماتها العمومية في كنف الحياد والشفافية واحترام القانون.

حذار من التهاون في الضرب على أيدي المحتكرين والمهرّبين والمتهرّبين من الواجب الجبائي والاجتماعي.

حذار من التنكّر للاتفاقيات المبرمة ومن التذرّع بجائحة كورونا للالتفاف على حقوق العمّال.

حذار من غضب الشارع وخطر توظيفه لإحلال الفوضى لتحقيق مآرب حزبية أو فئوية أو شخصية غير معلومة، أو لتغذية النعرات البدائية كالجهوية والعشائرية لبث الفتنة والتفرقة.

حذار من خطاب الكراهية ومن الشحن والتجييش وبثّ الإشاعات وزرع بذور الفتنة ونشر ثقافة العنف والتخوين.

حذار من المسّ من تاريخنا الوطني وكتابته على المقاس أو لتصفية الحسابات.. رحم الله شهداء تونس.. شهداء الاستقلال.. ضحايا الاستبداد.. شهداء 5 أوت 1947.. شهداء النفيضة 21 نوفمبر 1951.. شهداء جانفي 1978.. شهداء انتفاضة الخبز 1984.. شهداء الحوض المنجمي 2008.. شهداء ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي.. وتحيّة لكلّ المناضلين الصادقين عبر كلّ مراحل تاريخنا المجيد والذين عبّدوا لثورة الحرية والكرامة.

حذار من الاستخفاف بما يجري في مؤسّساتنا التربوية من تسيّب وعنف طال المربي والتلميذ وحوّلها الى فضاءات لإنتاج البطالة وتبليد الفكر والتسويق لسلعنة التعليم حتى يكون في خدمة السوق عوض توظيفه لخدمة المجتمع وتنوير الفكر.

حذار من تدمير المرفق العمومي وترذيل خدماته وزرع العداوة تجاهه لغاية التسويق لخوصصته.

حذار من الاستقواء بالأجنبي والتحريض ضدّ بلادنا بما يهدّد سيادة قرارنا الوطني ويستنزف مقدراتنا ويرتهن استقلالية خياراتنا.

حذار من الاصطفاف وراء المحاور الإقليمية والجيوسياسية وحشر بلادنا في معارك خاسرة لا مصلحة لنا فيها.

حذار من فشل تجربة 25 جويلية ومن تعطيل تحوّلها إلى مسار تصحيحي فبذلك نعبّد الطريق لعودة المنظومة الفاشلة ولانتشار الفوضى."

واكد الأمين العام انهم لن يخضعوا للابتزاز ولن يساوموا في استقلالية قرارهم وسيظلوا أوفياء لأصحاب الحقّ، أنصارا للديمقراطية  ودعاةً للحوار مهما بلغ الاختلاف، مستطردا بانهم لن تربكهم حملات الشيطنة ولا معاول التخريب والتشكيك ولن تُثْنِيهم عن الإيفاء بتعهّداتهم تجاه العاملات والعمال وتجاه الشعب.

وأضاف انه لن يهدأ لهم بال حتّى يتحققوا من تطبيق جميع الاتفاقيات المبرمة ومن الرفع في الأجر الادنى المضمون وإيجاد آلية دورية ودائمة لتعديله ولن يتنازلوا عن حقهم في فتح المفاوضات الاجتماعية في جانبيها المادي والترتيبي وفي آجالها ووفق ما تمّ عليه الاتفاق في اجتماع المكتب التنفيذي الوطني مع الحكومة من أجل الزيادة في الأجور حفاظا على المقدرة الشرائية والحق في تحسين شروط وظروف العمل.