ثقافي

تماس قوي بين تاريخ مقهى ريش الصغير وتاريخ مصر كشفه كتاب صدر أخيرا

  « مقهى ريش..عين على مصر» كتاب حل أخيرا بالقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب والفته الشاعرة ميسون صقر القاسمي التي  أكدت أنه لم تكن لديها أى نية لإعداد كتاب عن مقهى ريش وأن الصدفة لعبت دورها فى اطلاعها على وثائق مهمة عن تاريخ المقهى فاكتشفت أهمية تلك الوثائق وكيف أن ريش ليس مجرد مقهى بل أنها توثق لتاريخ القاهرة وتطورها الاجتماعى والثقافى والفنى، وأن هناك تماسا قويا بين تاريخ ذلك المقهى الصغير وتاريخ مصر، وعلاقته بتاريخ المنطقة، مما دفعها للاهتمام بضرورة الحفاظ على الوثائق وجمعها وتحليها بكتاب لأهميتها، فأتى كتابها بعد رحلة بحث، امتدت لعشر سنوات، بالتاريخ الثقافى والاجتماعى للمكان وإعادة ترتيب هذا التاريخ.
من نافذة المقهى تطل فصول الكتاب الضخم (655 صفحة) على تاريخ وتوثيق تطور عمارة «القاهرة الخديوية» مبانيها وقصورها وحدائقها وعماراتها الأثرية وميادينها وتماثيلها، وترصد وتحلل دور «المقاهى فى حاضرة القاهرة» وتنوعها الطبقى وتأثيرها على تعريف المدينة بتيارات التغيير والنهضة والحداثة والتنوير، وتنبش فى «دفتر أحوال مقهى ريش» ودوره وتأثيره وتاريخه كإرث ثقافى يتجاوز الخاص إلى العام، إلى جانب شهادات بعض الكُتاب الكبار عنه.
يقدم الكتاب جولة بصرية ممتعة فى الصور والوثائق والمراسلات التى قدمها فاعلون مؤثرون فى تاريخ مصر، فضلا عن الطوابع البريدية، والاعلانات التى كشفت عن الدور الحيوى الذى لعبته المقاهى بالحياة الفنية، وسلط الضوء على الصالونات الثقافية التى تبناها المقهى وتأثيرها وأشهرها صالونات نجيب محفوظ ويحيى حقى، ويوسف إدريس، وجدالات وصراعات المثقفين داخل المقهى الذى شهد أيضا ميلاد العديد من المجلات الطليعية وأشهرها مجلة «الكاتب» التى أصدرها عميد الأدب العربى طه حسين و«قاليرى 68» التى دشنت ميلاد ظاهرة أدب جيل الستينيات