20 جانفي 1946 يوم تاريخي في الناحية الاجتماعية بالبلاد التونسية.
نفتتح ركن " وثائقي" بمقال كتبه الزعيم الخالد فرحات حشاد في 3 جانفي 1946 عن أهمية وموعد تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل. وجاء المقال الذي نشر بجريدة النهضة تحت عنوان "يوم 20 جانفي 1946 سيكون يوما تاريخيا في الناحية الاجتماعية بالبلاد التونسية".(1)
نعم سيكون لتونس هذا اليوم من أعظم أيامها إذ أن الطبقة العاملة المتركبة من الموظفين والمستخدمين بالمصالح العامة والشغالين في جميع النواحي وبسائر جهات المملكة التونسية سيكونون قد أتموا اتحادهم ووحدوا كلمتهم وانضموا لبعضهم بعضا في منظمة نقابية قومية تضم جهودهم المشتتة وتمنحهم القوة الدافعة التي بواسطتها يتحقق أملهم ليضمن مستقبلهم.
كيف لا وقد وجد بالديار التونسية من بين صفوف العملة والمستخدمين من أخذ زمام الحركة النقابية بيده وسار بها في طريق الصواب بعد أن بزغت في الجنوب واستقرت بالشمال وها هي على أبواب الهدف المنشود ألا وهو تكوين هذه الجامعة العامة التونسية للشغل التي ستكون ساهرة على مصالح العامل والمتوظف.
ويجدر بنا أن نسجل هذه الظاهرة بكل الاعتبار حيث جاءت كبرهان واضح على أن أب الحركة النقابية التونسية وباذر نواتها محمد علي وان غاب عنا جسده فانه خالد في قلوبنا وسيبقى حيا ما بقيت النقابات فنحيي روحه الطاهرة الزكية ونحمي القضية النقابية المخلصة التي جاهد من أجلها ومات في سبيلها بغير وطنه.
فها هي أتت ثمارها بعد أخذ ورد طيلة السنين العديدة ونحن نشاهد الان والحمد لله أبناء البلاد يطالبون ويأخذون حق الدفاع عن حقوقهم بأنفسهم...فكفانا من الانقياد الاعمى لمن ليس له اهتمام بمصالحنا الا لغاية شخصية أو حزبية ففينا الكفاءة... لنجد من بين مثقفينا النخبة التي تسير أمورنا حسب رغباتنا...وفي صفوف عمالنا القوة الفعالة التي نستخدمها لفائدة قضيتنا...
(1) انظر رسالة نورالدين حشاد في مادة التاريخ بعنوان " نجاح تجربة الجامعة العامة التونسية للشغل الثالثة بميلاد الاتحاد العام التونسي للشغل" المقدمة سنة1982 في كلية الآداب والعلوم الإنسانية نيس فرنسا. ص 169