وثائقي

محاكمات النقابيين / سوسة 023: وللمرأة دور ونصيب في الدفاع عن الاتحاد واستقلالية القرار النقابي

 لم يكن النضال في الاتحاد حكرا على الرجال فقد كان فيه للنساء دور ونصيب. هذه منيرة جمال الدين تدافع عن زملائها وزميلاتها وتححق لهم المكاسب المادية والمعنوية ولا تنسى بل لا تتنازل عن دورها ونصيبها من الصمود في وجه الهجمة على الاتحاد وتصرعلى الدفع عن استقلاليته بكل الوسائل.

فيما يلي استجوابها في المحكمة الجنائية بسوسة خلال شهر أوت 1978
٭منيرة جمال الدين
الرئيس: اسمك
منيرة: منيرة جمال الدين 
الرئيس: تاريخ الولادة؟
منيرة: سنة 1949 بسوسة متزوجة
الرئيس: المهنة؟
منيرة: استاذة في التعليم الثانوي
الرئيس: المسؤولية النقابية
منيرة: عضوة في نقابة التعليم الثانوي
الرئيس: ما هو رأيك في التطورات التي حصلت بن الاتحاد والحكومة من شهر رمضان الى شهر جانفي
منيرة: كانت هناك أزمة بين الاتحاد والحكومة والحزب قد ظهرت
الرئيس: متى ظهرت الازمة؟
منيرة: لا يمكن تحديد ظهورها باليوم والساعة
الرئيس: لكن لابدّ لها من بداية؟
منيرة: سجلنا ازديادا في غلو المعيشة الشيء الذي أضرّ بالقدرة الشرائية للمواطنين ورأى الاتحاد كطرف إجتماعي ان ارتفاع غلو المعيشة تجاوز الحدّ المتفق عليه.
الرئيس: لكن هناك اتفاق على مراجعة العقد الاجتماعي.
منيرة: الاتفاق ينص على مراجعته في أفريل 1977 لكن لم يقع احترام بنود العقد الاجتماعي من قبل الاطراف المقابلة بالإضافة الى كوننا كنا نطالب بتلبية عدّة طلبات تتمثل أساسا في اصدار وتطبيق القوانين الاساسية بـ 11 مؤسسة.
الرئيس: ما هو رأيك في زيادة الأسعار؟
منيرة: لقد قال الوزير الأول إنها تقدر بـ 10% واعتقد أنّه يجب القيام ببحث اقتصادي واجتماعي في هذا الشأن.
الرئيس: هل طالبت بمثل هذه الابحاث؟
منيرة: تقدم الاتحاد العام بعرض ارقام
الرئيس: ماهي اسباب الخلاف 
منيرة: الخلاف ناتج عن غلو المعيشة وعدم تلبية المطالب وأمام رفض هذا المطالب اعتبر الاتحاد أن الطرف المقابل لم يلتزم بالعقد الاجتماعي وبعد هذا وقعت استفزازات.
الرئيس: انتظري، هلا تعرفين ان هناك زيادات في آخر السنة؟
منيرة: المقصود بالمطالب هو القوانين الاساسية الممضاة منذ زمن بعيد، قلت وقعت استفزازات،
الرئيس: ماهي؟
منيرة: محاولة اغتيال الأمين العام للاتحاد وهي تتعدى شخص الأمين العام لضرب المنظمة النقابية والعمال.
الرئيس: الا تعلمين بتصريحات الأمين العام في هذا الشأن؟
منيرة: لا علم لي بها
الرئيس: هل تعتقدين شخصيا انها حقيقية أم لا؟
منيرة: بقطع النظر عن كونها حقيقية ام لا اعتقد انها مسّ من حرمة الاتحاد وحرمة النقابيين الذين اضطروا الى ردّ الفعل بإضراب يوم 9 نوفمبر.
الرئيس: هل كنت في سوسة يومها
منيرة: نعم
الرئيس: هل علمت بالأضرار التي حصلت من جراء ذلك الاضراب
منيرة: علمت بها لكن اسأل ما العلاقة بين الاضرار والاضراب؟
الرئيس: أجيب بنفسك على السؤال
منيرة: الاضراب حقّ شرعي مارسناه ودستور البلاد في بنده الثامن ينص على ذلك لكن لا يمكن أن نتوقع اشياء أخرى.
الرئيس: على ذكر الفصل 8 هل ان كل الاضرابات شرعيّة 
منيرة: ما الداعي الى القاء هذا السؤال؟
ـ الرئيس : هل حضرت اجتماع 20 جانفي؟
منيرة: نعم حضرت ذلك الاجتماع الذي انعقد بدار الثقافة العمالية التابعة للاتحاد
الرئيس: ومن حضر فيه؟
منيرة: كان ذلك يوم 20 جانفي ذكرى تأسيس الاتحاد وحضره بعض النقابيين.
الرئيس: وبعض الضيوف
منيرة: بل هم في دارهم ومن بينهم الأخ خير الدين الصالحي
الرئيس: وماذا وقع؟
منيرة: تعرضنا الى هجوم قاده صالح الفريقي ومعه قرابة الـ 100 نفر مسلحين بالعصي وقد وقع تصوير لقطات من هذا الهجوم والشرطة على علم بذلك.
الرئيس: كيف كان شعورك يوم 26 جانفي
منيرة: لا أذكر، المهم اني علمت أن الاضراب لم ينجح ولا أعلم لماذا؟
الرئيس: في البحث قلت ان الاتحاد شعر بخيبة
منيرة: لم اصرح بهذا، وقد امضيت على البحث دون ان اطلع عليه،
واضافت لقد وقع اعتقالي مرتين في المرة الاولى عشت ظروفا قاســـية (23 يوما وانا على الاسمنت) وكانوا ايضا يهددونني بانه لو حصل شيء في المعهد الثانوي الذي ادرس به ستلقي المسؤولية عليّ،، إذن كل الظروف لم تكن عاديّة وقد ارجعت ثانية للسجن بعد 15 يوما دون ان اعلم ما السبب ووقع بحثي وقد نسخوا تماما بحثهم الأوّل ولكن بتاريخ جديد.
الرئيس: هل لك ملاحظات أخرى؟
منيرة: ما أريد أن ألاحظه قبل كل شيء هو كيف ان التهم التي وجهت ضدي تغيرت من تهمة التجمهر بالشارع الى تهمة حمل السكان على مسك اسلحة، ثم أنه بالرغم من اطلاق سراحي فقد بقيت محاصرة معنويا هنا وهناك.
الرئيس: هل استعملت الابواق؟
منيرة: لا
لسان الدفاع: هل سمعت المنوبة ان مستعملي الابواق كانوا يحرضون على الاضراب؟
الرئيس: هذه أمور تهم غيرها 
لسان الدفاع: وهل قامت باي عمل مادي من شأنه ان يعرضها للتهم المذكورة؟
الرئيس: اجابت عن هذا بكل التفاصيل.