شركة "نستلي "تقرر مغادرة تونس.. مصير مجهول للعمال ومسار غامض للشركة
في خطوة اعتبرها الطرف النقابي غريبة وغير منتظرة بالمرة، قررت إدارة شركة "نستلي " المتعددة الجنسيات والمتواجدة في تونس منذ سنة 1968 ، التفويت فيها ومغادرة تونس لاسباب غير مقنعة بالمرة.
وحول هذا الموضوع، قال بلحسن الشارني كاتب عام النقابة الأساسية للشركة بلحسن الشارني في تصريح خص به "الشعب نيوز" ان الشركة تحقق سنويا أرباحا هامة ومناخها الاجتماعي ملائم للعمل ولتحقيق مردودية معقولة، ولا توجد اية أسباب تجعلها تفكر في مغادرة تونس. وأضاف محدثنا ان 170 عائلة تشتغل بشكل مباشر في "نستلي" دون اعتبار مواطن الشغل غير المباشرة، مما يجعل التفكير في التفويت فيها بمثابة الكارثة على تلك العائلات التي ستجد انفسها بين ليلة وضحاها في الشارع.
وقال انهم متخوفون حقا مما ستؤول اليه الأمور اثر التفويت لا سيما وان المالكين الجدد لنستلي سيعيدون ترتيب المسائل المهنية بما في ذلك إمكانية تسريح عدد من العمال، وهو ما يجعل مصيرهم مبهم ويبعث على القلق.
واستغرب بلحسن الشارني اقدام إدارة الشركة على اتخاذ مثل هذه الخطوة خاصة وان رقم المعاملات يثبت بما لا يدع مجالا للشك انها تحقق أرباحا هامة.
واكد ان الشركة تقدمت بطلب عروض للبحث عن "مالك جديد" وهي بصدد التفاوض لاجل إتمام عملية التفويت.
وردا على هذا القرار، نفذ العمال امس الخميس 3 جوان وقفة احتجاجية واجتماعا عاما بحضور ممثلين عن الاتحاد الجهوي للشغل بتونس للمطالبة بتوضيح أسباب التفويت وللاستفسار أيضا عن المسار المستقبلي للمؤسسة ومصير العاملين فيها.
كما تقدم الطرف النقابي بمراسلة الى الولاية لطلب جلسة مع الطرف الإداري لتوضيح كل المسائل المبهمة.
وقد اكد بلحسن الشارني انه سيتم قريبا تحديد موعد الجلسة التي ستعقد في الولاية بحضور النقابة والإدارة والوالي، مشيرا الى انه في صورة ما اذا لم يحصلوا على الإيضاحات اللازمة التي تحدد حقا مسار الشركة بعد التفويت، سيجدون انفسهم مضطرين للتصعيد في اطار الاليات التي يكفلها لهم القانون، حتى لا تضيع حقوقهم.
وقال انهم لن يلازموا الصمت، وسيدافعون عن حقوقهم المشروعة حتى لا يجدوا انفسهم ملحقين بخانة العاطلين عن العمل، لا سيما وان الشركة لم تسجل اية خسائر على امتداد سنوات تواجدها في تونس. وأضاف ان العاملين بنستلي ليسوا للبيع ويجب توضيع مصيرهم قبل إتمام عملية التفويت.
حياة الغانمي