وثائقي

رسالة إلى المؤتمر العام 25 للاتحاد العام التونسي ، المنعقد بصفاقس ايام 16 و 17 و18 فيفري 2022

 رسالة إلى المؤتمر العام 25 للاتحاد العام التونسي ، المنعقد بصفاقس ايام 16 و 17 و18 فيفري 2022

---------------------------------- كتبها محمد نجيب الوهيبي، عضو النقابة الاساسية للادارة المركزية لشركة الكهرباء والغاز

الاخوة ، الرفاق و الاصدقاء نواب المؤتمر الوطني 25 للاتحاد العام التونسي

تحيّة نقابية تعبق بفخر الانتماء للاتحاد العام التونسي للشغل .
لا يخفى على اي منكم حجم الرهانات السياسية و الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها تونس منذ انتفاضة الشعب في 17 ديسمبر 14 جانفي منذ احد عشر سنة من تعاظم حلم التونسيات والتونسيين في الحرية والعدالة ، فيما لم تكف الى يوم الناس هذا وبعد 25 جويلية الاخطار المحدقة بتونس دولة وشعبا ، اقتصاديا واجتماعيا ، عن التوالد بشكل فضيع .
كما لا يخفى على أي منّا الدور الريادي الذي لعبه الاتحاد العام التونسي للشغل، هياكل مركزية وجهوية وقطاعية وقاعديّة، لحماية "المسار الثوري" وترشيده والعمل على حسن توجيه طاقات مختلف شرائح الشعب التونسي وعقلنتها حماية للمكاسب الاجتماعية والحضارية وصونا لوحدة التونسيات والتونسيين وتعزيزا لحقوقهم المادية والمعنوية في كل جوانب الحياة .
الاتحاد العام التونسي للشغل هو نبض الجمهورية وقلب كل عملياتها الاجتماعية والسياسية الحالية وهو صمّام امان تماسك الوطن والحفاظ على السياسات الاجتماعية والسّلم المدني ، وهو شريك اجتماعي ووطني بحجم تاريخ نضالات كل الشعب التونسي ، ولا يمكن لأي كان ان ينكر هذا ، ورغم ذلك يتعرّض في كل فترات الحكم الى محاولات التدجين و الى هجمات التشويه و التقزيم والاعتداء على هياكله ورموزه وقياداته ومحاولة ارباك خطّه النضالي الاجتماعي سواء من خلال مجموعات من المرتزقة الحزبيين لقوى الردّة والرجعية وأعداء العمل النقابي التاريخي وساسة اليمين من روابط "همج الثورة" و"ائتلاف الخراب " و الذباب الالكتروني النهضوي أو من بعض دوائر الحكم والساسة الفاسدين ولوبيات المال وأحيانا عبر سياسات رسميّة خاطئة تسعى للتضييق على هامش حرية العمل النقابي وتقييد مكسب المفاوضة الجماعية وآخرها المنشور الحكومي عدد 20 سيئ الذكر .
كذلك جرت محاولات اختراق الاتحاد ومصادرة إرادة هياكله وإرباك خطّه النضالي وإقحامه في معارك جانبيّة وفبركة القضايا لفتح منفذ للتدخّل السلطوي في شؤونه االداخلية و أحيانا - للأسف - عبر أيادي بعض النقابيين ممن ضلّوا سبيل الحق والوحدة النضالية التي تضمن حق الاختلاف والصّراع دون تخريب أسوار القلعة من الداخل .

الاخوة ، الرفاق و الاصدقاء نواب المؤتمر الوطني 25 للاتحاد العام التونسي .

وانتم تستعدون للانطلاق في أشغال مؤتمرنا الخامس والعشرين تحت شعار " متمسكون باستقلالية قرارنا ، منتصرون لتونس الحريّة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية " ، نعلن دون أي تردّد او شك استعدادنا غير المشروط لخوض كل المعارك الضرورية ومن مواقع متقدّمة للدفاع عن اتحاد العظماء بكل رموزه التاريخية ضد كل معاول الهدم والتخريب الداخلية والخارجيّة واعلاءا لاستقلالية قراره ، كما نرفع عاليا تمسّكنا بخط الثلاثة أرباع قرن من النضال الوطني الاجتماعي طلبا للحريّة والعدالة الاجتماعيّة والديمقراطيّة للتونسيات والتونسيين جميعا .
الاختلاف بين النقابيين ظاهرة صحيّة وملازمة للعمل النقابي منذ نشأته ، الاختلاف حول أشكال الهيكلة وتوجّهات المنظّمة والخيارات النقابيّة وغيرها هو مدخل للوحدة النقابية النضالية وركيزة من ركائز قوّة العمل بعد الاتفّاق او ترجيح الرأي الأغلبي على الأقلي طالما حقوق الأقلية في التعبير و الحشد مكفولة .
اتحادنا يحسم الخلافات في وجهات النظر داخل اطره وهياكله دون سواها ، تارة بالنقاش المستفيض والوفاق وأطوارا عبر ديمقراطية التصويت ولذلك فان مؤتمرنا الوطني وهو سيّد أشغاله تحسم فيه الخيارات والخلافات النقابية بشكل ديمقراطي عبر النقاش والتصويت الحر .

الاخوة ، الرفاق و الاصدقاء نواب المؤتمر الوطني 25 للاتحاد العام التونسي للشغل.

إن الازمة العامّة الخانقة التي تمر بها تونس لم تستثني أحدا أو جهة ، لا وظيفة عمومية ولا قطاعا عاما او خاصًّا ، أو أي شريحة إجتماعية ، وقد باتت تُهدّد مُجمل نشاطنا الاقتصادي و الاجتماعي، بل وباتت تهدِّدُ حتى استقلالنا الوطني ...
كل هذا يستوجب انكبابا نضاليا على التوجّهات العامة و سياسة الاتحاد في المرحلة المقبلة ودق كل نواقيس الخطر حتى يستمرالاتحاد االعام في القيام بدوره الوطني و الاجتماعي في إنقاذ البلاد والمساهمة كما يجب في تصحيح مسارات الحكم ...
المعركة اليوم تتجاوز الرهانات الهيكلية والتنظيمية التي تُحسم بشكل ديمقراطي داخل أطر المنظمة ، الى واجبات وطنية واجتماعية وحضارية تُحسمُ نضاليا وتُترجم في لوائح المؤتمر العام التي تعكس تمسّك منظّمة حشّاد بقضايا السيادة الوطنية، الحريّة و المساواة و الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
واهم مداخل الاصلاح تتمحور في وضع خطّة شاملة للانقاذ و الاصلاح الوطني لمؤسسات القطاع ، حتى يتم تحديثها وعصرنة طرق تسييرها وادارتها لتخرج من أزمات خسائرها الهيكلية وتنهض بدورها بوصفها قاطرة تنموية بعيدا عن تفرّد سلطة الإشراف وارتجاليتها في التخطيط و أخص بالذكر قطاع الطاقة عموما والكهرباء والغاز تحديدًا لاطلاق " حوار طاقي وطني "
الاخوة ، الرفاق والاصدقاء نُوّاب المؤتمر العام الخامس والعشرون .
لئن ساءنا اقحام القضاء في مسائل داخلية للاتحاد و اذ آلمنا حجم محاولات الهدم من الداخل لخلاف حول قضايا تنظيمية بحتة ، فإننا نعوّل على ارادتكم الحرّة ونحيي استعدادكم النضالي في إنجاز مؤتمر عام بحجم تاريخ الاتحاد و رفع رايته عاليا رغم كل أمواج الردة العاتية التي يجب أن تنكسر امام ثبات نوابنا الشرعيين .

ختاما اوجّه تحيّة إكبار لكل نوّاب المؤتمر على تمسّكهم باستقلالية قرار المنظّمة ، واتطلع الى نقاشات في حجم مؤتمر الاتحاد تُحسم ديمقراطيّا بكلّ اخوّة داخل هياكل المنظّمة دون سواها .واتمنى التوفيق لكل الاخوة ممن سيكلّفهم النواب بشرف تحمّل المسؤولية النقابية المركزيّة للمرحلة القادمة .
أختم بتوجيه تحية الى روح الاخ بوعلي المباركي

عاش الاتحاد العام التونسي للشغل، حرا مناضلا، ديمقراطيا ومستقلّا .

*محمد نجيب وهيبي مناضل قاعدي في الاتحاد العام ، لستُ كاتبا عاما ولا كاتبا عاما مساعدا و لا نائبا في المؤتمر و لا رغبة لي في ان اكون ، رابطي مع الاتحاد العام ايمان عميق بدوره الاجتماعي الوطني و انتمائي مبني على قواسم نضالية تتضمنها مبادئه ، لي ثقة في الرفاق والاصدقاء نواب المؤتمر و في مبدئيتهم مهما كانت خياراتهم .