كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بتوزر .."لا بد من جعل المسألة الاجتماعية أولوية مطلقة"
قال كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بتوزر محمد علي الهادفي الشعب التونسي يعيش على وقع أزمة اجتماعية وصحية شديدة أضرّت بمقدرتهم الشرائية وأنهكت كواهلهم وخلّفت لهم عجزا كبيرا على مجابهة أدنى متطلّبات الحياة ودفعت شرائح كثيرة منهم إلى حافة الفاقة والعوز.
وأضاف ان المؤتمر ال 25 للاتحاد ينعقد ينعقد في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة زادتها ضغوطات الدوائر المالية العالمية وغياب التصوّرات والبرامج والحلول استفحالا، إذ تعمّقت الفوارق الطبقية والجهوية وتدهورت الأوضاع المادية للفئات الاجتماعية المتوسطة والمفقّرة وانحدرت مقدرتها الشرائية إلى أدنى مستوياتها.
واعتبر ان هذا المؤتمر الذي جاء بعد العشرية السوداء التي انقض فيها الإسلام السياسي على السلطة وسيطر على الحكم بعقلية الغنيمة والتمكّن بغاية تفكيك الدولة والسيطرة على مفاصلها، فعمّت الفوضى وانتشر الإرهاب تحت شعار تغيير النمط المجتمعي، فدفع الثمن مئات الشهداء من مدنيين وعسكريين وأمنيين ورموز سياسيين وفي طليعتهم الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي، وتبخّرت الأحلام وارتفعت نسب الفقر وازدادت البطالة استفحالا واستشرى الفساد بكلّ مظاهره من تهريب وسيطرة اللّوبيّات على مسالك التوزيع. وتفكّك أغلب النسيج الاقتصادي.
واعتبر ان هذا المؤتمر جاء أيضا بعد تطورات 25 جويلية 2021 وبعد المرسوم 117 المؤرخ في 22 سبتمبر 2021 المتعلق بالإجراءات الإستثنائية وما تبعها من ضبابية تامة للمسار الديمقراطي.
وشدد الهادفي على ان الظرف الاقتصادي والإجتماعي وكذلك السياسي الذي تعيشه بلادنا يجعل من مؤتمر الاتحاد وإن كان عاديا في دوريته، لكنه غير عادي للظروف الموضوعية التي ينعقد بها وهو ما يحملهم مسؤولية كبيرة للمساهمة في انقاذ البلاد وتقديم التضحيات ان لزم الأمر وفي نفس الوقت المحافظة على مصالح العمال والطبقات المهمشة.
ودعا كاتب عام اتحاد توزر، القيادة الجديدة التي ستنبثق عن المؤتمر إلى مواصلة تحمل الدور الوطني والفعل إيجابيا في الحياة السياسية وتحمّل المسؤولية التاريخية في المساهمة في تصحيح المسار وإنقاذ البلاد ممّا تردّت فيه من تجاذبات وأزمات.
واعتبر الهادفي ان الإتحاد العام التونسي للشغل مؤتمن على مكتسبات الشعب طالبا منه إنهاء معاناة عائلات الشهداء وآلام الجرحى وتسوية الملف نهائيا.
وطالب أيضا بكشف حقيقة الانتهاكات والاغتيالات التي حدثت خلال الثورة وفي الأسابيع اللاحقة لها. إضافة الى كشف حقيقة الاغتيالات السياسية وشبكات التسفير الإرهابية والتمويل المشبوه لعدد من الجمعيات والأحزاب وملفات الاعتداءات والانتهاكات ومنها أحداث الرش وعملية الاعتداء على الاتحاد يوم 4 ديسمبر 2012 وإنهاء حالة الإفلات من العقاب. و فتح حوار شامل يشرك القوى الوطنية في رسم ملامح الخروج من الأزمة وتحديد الخيارات الوطنية الكبرى في جميع المجالات. مع الالتزام التامّ باحترام القانون وضمان الحقوق والحريات وفي مقدّمتها حقوق التظاهر والتعبير وحرية الإعلام واستقلاليته.
ودعا الى جعل المسألة الاجتماعية أولوية مطلقة استجابة لمطالب الشعب وفي مقدّمتها الشباب الثائر من أجل الشغل والحرية والكرامة الوطنية.
حياة