وثائقي

سيقود الاتحاد الأحقّ بخلافة حشاد وعاشور والتليلي

منعتني ظروف طارئة من متابعة مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشّغل حضوريا مؤتمر الإتحاد هذا استثنائي بكلّ المقاييس : - استثناني بسبب الظرف الضبابي الذي تمرّ به تونس رغم ما يلوح في الأفق من بوادر أملٍ بدأت ببداية اجهاض مخطّطات قوى التطرّف والانتهازية ولوبيات الفساد المالي المافيوزية - استثنائي بالنظر للظرف الدقيق الذي يمرّ به الإتحاد والذي يحاول البعض باسم بعض الشعارات الديمقراطية أن يقوّضوا تماسكه ووحدته وذلك في تناغم واضح مع رغبات تاريخية للسلطة وبالخصوص تنفيذا لرغبات محمومة من حركات الاسلام السياسي والنهضة التي فشلت كلّ مساعيها الشرّيرة الاجهاز عليه وإلغاء دوره الوطني - استثنائي لكون تونس لطغيان التحيّل السياسي باسم الصراع على السلطة والحُكْمِ وباسم "نضالات" بعض الدكاكين الحقوقية التي استقرّ بعضها في ممارسة التجارة المربحة بالحقوق وبسبب الالتباس في المفاهيم الذي خلق المناضلين بالصدفة وأطياف الانتهازيين والتيّاسة والنطيحة والعرجاء وما خلّف الضبع - استثنائي لأنّ تونس ماتزال تحتاج اتحادا متماسكا وعلى درب قيم ونضالات رُواده بعيدا عن الفرجة السياسية والديكورات الحقوقية التي يسعى البعض من خلالها إلى جلب المغانم والمنافع هو إذن مؤتمر استثنائي لأنّ مآلاته ستحدّد مستقبل تونس ودولتها وهو ما يطرح السؤال الأكبر : من له أحقّية وراثة الزعماء ، فرحات حشّاد واحمد التليلي وحبيب عاشور وغيرهم من الأفذاذ حتّى يحافظ على مكاسب الشغيلة والوطن وعلى تماسك الإتحاد ضدّ أعدائه من السياسيين ومن المخرّبين بالوكالة إنّ الاحتماء وراء الديموقراطية سبيلٌ سلكه كلّ مخرّبي القلاع الحصينة وفشلوا في ذلك وإنّ الديموقراطية التي تلغي المكاسب الوطنية والعمالية وتعبث بالدور الوطني والتاريخي الاتحاد العام التونسي للشغل وتتمسّك بمصالح الأفراد رغم ضآلة نضالاتها النقابية والسياسية وترفع شعاراتنا التحديد لأسباب انتهازية لاغير معظمها خدمة للغير ، ديمقراطية كهذه هي حالة مستعصية من البؤس الفكري والحضاري والسياسي ، ولكن خبر التاريخ ،، قوى الشرّ في العالم من التي لا تاريخ لها سلكت سياسات تقويض الدول باسم الديموقراطية.. ولكم في العراق وسوريا وليبيا والسودان أمثلة دالّة على ذلك الكلّ ابتدأ بتقويض القلاع الحصينة والكلّ ابتدأ بالتباكي على الديمقراطية وحقوق الانسان وعلى الحرية وانتهى بدبّابات "العالم الحرّ" تغزوا أرضنا وتقوّض دولنا وتقضي على قلاعنا الحصينة التي كانت تؤمّن مناعة الأوطان لهذه الأسباب نساند بقوّة المسار الذي انتهجته القيادة النقابية التي قلنا عنها منذ انتخابها أنّها تمثّل الخطّ الوطني والديمقراطي .. سينجح المؤتمر وسيقود الاتحاد من له أحقّية وراثة حشّاد وعاشور والتليلي:

بقلم الإعلامي الهاشمي نويرة