نقابي

ضيعة "توسالكو" بنصر الله: ثروة وطنية في مهب الريح

بعد نضال كبير من العمال، قررت الدولة مؤخرا إسقاط الحق وإحالة شركة الاحياء والتنمية الفلاحية "توسالكو" الكائنة بمعتمدية نصر الله من ولاية القيروان لديوان الأراضي الدولية، لكن رغم ذلك لم تسترجعها الدولة فعليا ولم يتم تطبيق القرار.

 ولصعوبة الوضع المالي للديوان بقيت هذه الثروة مهملة إلى حد الآن، فضلا عن هذا زيادة إلى الحالة الاجتماعية الحرجة للعمال و الإطارات.

وكانت الزميلة حياة بوغانمي قد نشرت ريبورتاجا على أعمدة الشعب نيوز في اوت الفارط كشفت فيه ان عمال الشركة لم يحصلوا على أجورهم منذ ماي الفارط والمهندس المباشر لم يحصل بدوره على اجوره منذ نوفمبر 2020 فضلا عن عدم سحب التغطية الاجتماعية عليهم لأكثر من سنتين.

هذه الثروة تمسح 2365 هك بها 15000 عود زيتون بعلي كبير و 300000 عود زيتون مكثف و 3 آبار ماء عميقة و 1000 هك مسخرة للزراعات الكبرى و 24 مراح غنم مسيجة و محمية بالإضافة إلى مقر إدارة مجهزة بكل متطلبات العمل الإداري.

ورغم ذلك فالماء الصالح للشرب منقطع منذ سنة 2016 والتيار الكهربائي منذ جويلية الفارط، وأُتلف جزء كبير من الزياتين نتيجة لعدم سقيها.

كما تم بيع جميع رؤوس الأغنام و الإخلال بجميع الشروط الإنمائية و التعاقدية المنصوص عليها في كراس الشروط، الى ان وصل الامر الى طرد 17 عامل و كرد فعل على تطبيق الإجراءات القانونية من طرف الدولة على المستثمر، وتهديد 53 عامل و إطار بالطرد .

ومثلما ذكرنا، فقد تم إقرار إسقاط الحق في حق المستثمر من طرف وزير أملاك الدولة ووزير الفلاحة في إنتظار تنفيذه من طرف الوالي  وكل الإدارات المتداخلة إلا ديوان الأراضي الدولية الذي  طلب منحه التمويل اللازم لحسن إستغلال و تسيير الضيعة.

وأطلق عمال والطارات نداء من أجل تسريع تنفيذ إسقاط الحق  نظرا لوضعيتهم  الاجتماعية الصعبة وإنقاذ الثروة الوطنية التي تعاني الإهمال بتمكين ديوان الأراضي الدولية من المباشرة في إستغلال الضيعة.

يُذكر ان عمال الضيعة  كانوا نظموا  وقفة احتجاجية أمام مقر الولاية يوم غرة افريل الجاري، تنديدا بمماطلتهم من قبل المستثمر السابق وعدم التزامه بتسديد مستحقاتهم المادية لما يزيد عن عشرة أشهر وتنديدا بإهمال الضيعة.

صبري الزغيدي