بعد ان انهى تكليف عضو الجامعة بسبب نشاطه النقابي..وزير الشؤون الدينية يحاول شيطنة النقابيين وتأليب الراي العام عليهم
بأسلوب عدائي هجين، نشرت الصفحة الرسمية لوزارة الشؤون الدينية تدوينة غريبة عكست التحامل الكبير الذي يمارسه الوزير الحالي على النقابيين، حيث جاء في نص التدوينة.." الدكتور إبراهيم الشائبي وزير الشؤون الدينية: "أقول للنقابيين الذين يريدون ثمنا على صلاة التهجد: اخلدوا للنوم تونس برجالها".
وحول هذا الموضوع، افاد عضو الجامعة العامة للشؤون الدينية المكلف بالنظام الداخلي بو بكر بوكري في تصريح للشعب نيوز انه وجب التوضيح أولا انهم ليسو ضد التهجد كعبادة مع العلم ان الامام مالك يكرّه صلاتها في المساجد باعتبار انه يجب ان تصلى في المنازل لتكون سرا لا يعلمه أحدا، إضافة الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم وحسب ما ورد في حديث عن عائشةَ - رضي اللهُ عنها - أنها قالت: « كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دَخَل العَشْرُ أحْيَا اللَّيلَ، وأيْقظَ أهلَه، وجَدَّ، وشَدَّ المئزَرَ" وبالتالي فان التهجد يكون في المنزل، لكن وزير الشؤون الدينية أراد من خلال تداوله لبيان الجامعة وكتابة تلك التدوينة تأليب الراي العام على النقابيين.
وتساءل محدثنا كيف لوزير ان يفكر بهذه الطريقة وان يسمح بتدوين مثل تلك الكلمات، وقال ان قول الوزير او من كتب التدوينة.."تونس برجالها" تعكس العقلية الذكورية التي يحملونها، لا سيما وان وزارة الشؤون الدينية فيها إطارات نسائية وهناك أيضا نساء قائمات بشؤون بيوت الله.
وأضاف محدثنا ان في دعوة الوزير الى إقامة صلاة التهجد في المساجد والجوامع، تحميل الإطارات لمسؤولية قد لا يقدرون عليها، باعتبار انه من الضروري ان يظل الاطار في المسجد من صلاة الظهر الى صلاة الصبح في اليوم الموالي وهو ما لا يمكن تحمله.
واكد عضو الجامعة بو بكر البوكري انه وقبل الحديث عن الأمور المادية، وجب التطرق الى المسالة القانونية، فمن يتحمل مسؤولية البقاء في المسجد لاكثر من عشرين ساعة؟
وشدد المتحدث على ان الوزير يرمي من خلال ما تم تداوله على صفحة الوزارة، الى شيطنة الجامعة وتاليب الراي العام عليهم من خلال الايهام بانهم ضد التهجد، موضحا انهم وعلى عكس ما يحاول الوزير اظهاره، فهم مع التهجد ومع قيام الليل لكن على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس على راي هذا الوزي.
وقال البوبكري انهم طالبوا الوزير بتوضيح من يضمن للاطارات المسجدية حقهم القانوني، ليس اكثر.
واكد محدثنا ان وزير الشؤون الدينية متحامل بطبعه على الجامعة العامة للشؤون الدينية وعلى الاتحاد العام التونسي للشغل ككل، وكلما أصدرت النقابة بيانا او دعت الى امر ما الا ويأتي بعكسه.
ومن بين السلوكيات التي تثبت بالكاشف عداء الوزير للنقابيين، هو ان الجامعة أصدرت بيانها يوم الخميس الفارط ممضى من قبل عضو المكتب التنفيذي للجامعة بو بكر بوكري باعتباره مكلفا بالنظام الداخلي وبالنظر الى غياب الكاتب العام عبد السلام العطوي، فقام الوزير من الغد بانهاء تكليفه وقتيا وارفاقه باستجواب على خلفية ان له غيابات متكررة مما أدى الى عدم سير النشاط العادي للجامع.
وأوضح عضو الجامعة العامة للشؤون الدينية انه سيجيب على هذا الاستجواب، مضيفا ان القطاع اليوم يعيش تململا كبيرا، وانه يتم حاليا عقد اجتماعات عامة في الجهات في انتظار عقد هيئتهم الإدارية اثر عيد الفطر لاتخاذ القرار المناسب.
حياة الغانمي