ثقافي

نيتشة في حلقة مفرغة: صلاح بن عياد يترجم بيير كلوسفسكي

عن دار صفحة 7 للنشر والتوزيع، المؤسسة السعودية المهتمة بنشر وترجمة الاعمال المترجمة في حقل الفكر والادب والفلسفة، صدر حديثا للشاعر والمترجم التونسي صلاح بن عياد منجز جديد في مجال الفلسفة والفكر عموما، يتمثل في ترجمته "نيتشة في حلقة مفرغة" للكاتب والناقد والفيلسوف الفرنسي بيير كلوسفسكي.

وصلاح بن عياد هوكاتب ومترجم تونسي من أعماله: عودةُ الورود، دهليز القائد علي، ارتعاشاتُ النّحات، ومن ترجماتِه: قوّة معادية لجون أنطوان نو، وهو أول عمل روائي يفوز بجاىزة غونكور، كلاب الحراسة لبول نيزان، وروزينها الزورق الصغير لجوزيه ماورو...

ومن الكتاب الجديد، نيتشة في حلقة مفرغة، للفرنسي بيير كلوسفسكي، نطالع هذا المقطع من الترجمة التي انجزها صلاح بن عياد:

"كانَ نيتشه ضحيّةً لأمراضِ مُتنوّعةٍ لذلك كانَ يخشى دائمًا أن يؤثّر تفكيرُهُ الخاصُّ على حالاتِ انهيارِه، وقد بدا ذلك بالتّحديدِ دافعا لإخضاع كلّ ما أنتجه المفكّرون قبله لقراءةٍ من هذه الزّاوية بالذّات: كيف كانت علاقتهم بالحياةِ وبالكائنِ الحيّ وبمختلفِ درجةِ ارتفاعِ نشاطهم أو انخفاضها وفقًا لكلّ أشكالِ عدوانيّتهم أو تسامحهم أو رهبتهم أو توتّرهم أو حاجتهم للوحدةِ أو لعكسها، كيف كانوا يترجمون حاجتهم إلى نسيانِ أنفسهم في غمرة غليان العصر الّذي عاشوا في خضمّه؟

 ومن هنا أصبحَ ينظر إلى أيّ أخلاقٍ على أنّها «الفيروس الميتافيزيقيّ» الّذي يصيبُ الفكر والعلم معًا، كما أصبحَ يرى في كلّ مكانٍ «فلاسفَةً جاثمينَ على ركبهم وعِلْمًا جاثمًا على ركبتيْهِ» أمام واقعٍ خاضعٍ لانتقاءٍ طبيعيٍّ على عكسِ ما كانَ يحاول داروين إثباته: «... إنّي أرى في كلِّ مكانٍ أولئكَ الّذين يُعرّضونَ الحياةَ وقيمةَ الحياةِ إلى الخطرِ لا أكثر، أراهم في أعلى المراتبِ ينعمونَ برغد العيْشِ.» وحدهُم البسطاءُ من يبلغونَ أواخرَ الطّبيعةِ المفرطةِ ذاتِ الدّفقِ الّذي يمثّلُ تهديدًا لأمنِ الأنواعِ. ثمّة قوّتانِ متفرّعتانِ عن ذلك إذن: تلك القوّةُ الّتي تسعى إلى التّسويَةِ مع فكرِ القطيعِ والقوّة الثّانية المثيرةِ لحالاتٍ استثنائيّةٍ".

يذكر أن صلاح بن عياد قد فازت روايته "طفوليا ــ كوكب الأطفال" الاسبوع الماضي بجائزة الدّولة التّونسيّة في أدب اليافعين والنّاشئة وهي الرواية التي صدرت عن دار مسكلياني للنّشر والتّوزيع.

ناجي الخشناوي